الركائز الثلاث للسياسة التواصلية للمديرية العامة للأمن الوطني

الركائز الثلاث للسياسة التواصلية للمديرية العامة للأمن الوطني ثلاثة مبادئ توجّه سياسة التواصل في المديرية العامة للأمن الوطني
بين‭ ‬2016‭ ‬و2024،‭ ‬طورت‭ ‬المديرية‭ ‬العامة‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني‭ ‬بالمغرب‭ ‬سياسة‭ ‬تواصلية‭ ‬لافتة،‭ ‬نقلتها‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬ظلت‭ ‬تشتغل‭ ‬في‭ ‬خلفية‭ ‬المشهد‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬فاعل‭ ‬مؤسساتي‭ ‬حاضر‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬العمومي‭. ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬تم‭ ‬عبر‭ ‬آليات‭ ‬إعلامية‭ ‬متعددة،‭ ‬استهدفت‭ ‬تقريب‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬المرفق‭ ‬الأمني‭ ‬وتبديد‭ ‬الصور‭ ‬النمطية‭ ‬حول‭ ‬«رجل‭ ‬الأمن»‭ ‬ومواجهة‭ ‬الأخبار‭ ‬الزائفة‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تيسير‭ ‬عمل‭ ‬الصحافيين‭ ‬وضمان‭ ‬حق‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬المعلومة‭ ‬والإخبار‭..‬
 
شكل‭ ‬تعيين‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬الحموشي‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬المديرية‭ ‬العامة‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني‭ ‬سنة‭ ‬2015‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المؤسسة‭ ‬الأمنية‭ ‬والرأي‭ ‬العام‭. ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬رسم‭ ‬معالم‭ ‬سياسة‭ ‬إعلامية‭ ‬جديدة‭ ‬تتشكل،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بلاغات‭ ‬رسمية‭ ‬آنية‭  ‬تنشر‭ ‬بانتظام‭ ‬على‭ ‬الصفحات‭ ‬الرسمية‭ ‬للمديرية‭ ‬وتعمم‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬ذات‭ ‬حساسية‭ ‬أو‭ ‬بعد‭ ‬اجتماعي،‭ ‬مثل‭ ‬الاعتقالات،‭ ‬أو‭ ‬حالات‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬الوظيفي‭.‬
 
المرحلة‭ ‬الممتدة‭ ‬بين‭ ‬2016‭ ‬و2018 شهدت‭ ‬بداية‭ ‬بلورة‭ ‬خطاب‭ ‬تواصلي‭ ‬جديد،‭ ‬يتسم‭ ‬بالسرعة‭ ‬والنجاعة،‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة،‭ ‬ظهرت‭ ‬الملامح‭ ‬الأولى‭ ‬لردود‭ ‬رسمية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يُنشر‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬خصوصًا‭ ‬ما‭ ‬يرتبط‭ ‬بوقائع‭ ‬أمنية‭ ‬تشغل‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭.‬
 
بداية‭ ‬من‭ ‬2019،‭ ‬تعززت‭ ‬آليات‭ ‬التواصل‭ ‬بإدماج‭ ‬تقنيات‭ ‬أكثر‭ ‬تنوعًا،‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭ ‬الفيديوهات‭ ‬التوضيحية‭ ‬والبلاغات‭ ‬المصورة،‭ ‬والرد‭ ‬المباشر‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬توسيع‭ ‬هامش‭ ‬الإفصاح‭ ‬عن‭ ‬المعطيات،‭ ‬دون‭ ‬المساس‭ ‬بسير‭ ‬التحقيقات،‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬مثل‭ ‬الاعتداءات،‭ ‬الاتجار‭ ‬بالمخدرات،‭ ‬أو‭ ‬حالات‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬النساء‭.‬
 
عرفت‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬أيضًا‭ ‬تعيين‭ ‬ناطق‭ ‬رسمي‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬باسم‭ ‬المؤسسة،‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬مسؤول‭ ‬خلية‭ ‬الإعلام‭ ‬بمديرية‭ ‬الأمن،‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬يظهر‭ ‬بانتظام‭ ‬في‭ ‬الصحف،‭ ‬ويدلي‭ ‬بتصريحات‭ ‬توضيحية،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬مخاطبة‭ ‬جمهور‭ ‬أوسع‭ ‬دخليا‭ ‬وخارجيا‭.‬
 
منذ‭ ‬2021،‭ ‬أخذت‭ ‬السياسة‭ ‬الإعلامية‭ ‬للمديرية‭ ‬بعدًا‭ ‬أكثر‭ ‬مؤسساتية،‭ ‬وأصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬توقيت‭ ‬إصدار‭ ‬البلاغات،‭ ‬بنيتها،‭ ‬ولغتها‭ ‬الدقيقة‭. ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬البيانات‭ ‬مجرد‭ ‬رد‭ ‬فعل،‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬أداة‭ ‬تواصل‭ ‬استباقي‭ ‬تُستخدم‭ ‬لنزع‭ ‬فتيل‭ ‬الشائعات،‭ ‬والتفاعل‭ ‬مع‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬مثل‭ ‬حالات‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وسُجل‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة،‭ ‬حضور‭ ‬مكثف‭ ‬للبلاغات‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬تتقاطع‭ ‬مع‭ ‬مطالب‭ ‬اجتماعية‭ ‬أو‭ ‬حقوقية،‭ ‬مثل‭ ‬قضايا‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬الأطفال‭.‬
 
السياسة‭ ‬التواصلية‭ ‬للمديرية‭ ‬اعتمدت‭ ‬ثلاث‭ ‬واجهات‭ ‬مركزية:
 
1‭.‬ البلاغات‭ ‬الرسمية‭ ‬المكتوبة‭:‬‭ ‬
بلغة‭ ‬قانونية‭ ‬دقيقة،‭ ‬تصدر‭ ‬بسرعة‭ ‬لطمأنة‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬وتُنشر‭ ‬على‭ ‬الصفحات‭ ‬الرسمية‭ ‬للمديرية‭ ‬أو‭ ‬تعممها‭ ‬وكالة‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬للأنباء‭.‬
 
2‭.‬ الفيديوهات‭ ‬التوضيحية‭:‬‭ ‬
تُبرز‭ ‬تدخلات‭ ‬أمنية‭ ‬أو‭ ‬شهادات،‭ ‬أُنتج‭ ‬بعضها‭ ‬بجودة‭ ‬احترافية‭ ‬عالية‭.‬
 
3‭.‬ التفاعل‭ ‬مع‭ ‬الصحافة‭:‬‭ ‬
عبر‭ ‬توضيحات‭ ‬رسمية‭ ‬تُرسل‭ ‬لوسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬أو‭ ‬تصريحات‭ ‬لمسؤول‭ ‬خلية‭ ‬الإعلام،‭ ‬أحيانًا‭ ‬باللغتين‭ ‬الفرنسية‭ ‬والإنجليزية،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬طابعًا‭ ‬مؤسساتيًا‭ ‬متعدد‭ ‬الواجهات‭.‬
 
ما‭ ‬بين‭ ‬2016‭ ‬و2024،‭ ‬نجحت‭ ‬المديرية‭ ‬العامة‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬سياسة‭ ‬تواصلية‭ ‬مركبة،‭ ‬جمعت‭ ‬بين‭ ‬الوظيفة‭ ‬الإخبارية،‭ ‬دحض‭ ‬الإشاعات،‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬الصحافة‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬لتُصبح‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المؤسسة‭ ‬الأمنية‭ ‬والمجتمع‭.