طنجة.. أساتذة وطلبة يقدمون قراءة في كتاب "مقدمات في قضايا الطفولة" لمؤلفه عبد الله أبو إياد

طنجة.. أساتذة وطلبة يقدمون قراءة في كتاب "مقدمات في قضايا الطفولة" لمؤلفه عبد الله أبو إياد مشهد من الحفل

نظم يوم السبت 18 ماي 2025 بطنجة حفل لتقديم كتاب "مقدمات في قضايا الطفولة" للكاتب والأستاذ الجامعي والمتخصص في علم النفس الدكتور عبد الله أبو إياد العلوي، وهو الكتاب الذي جاء في 312 صفحة، وفيه تسعة محاور أساسية، بدأها الكاتب بواقع الأطفال أصحاب الصعوبات، وختمها بالمعرفة المركبة بقضايا الطفولة، وهو عبارة عن مجموعة من الدراسات العلمية الميدانية، نجح من خلالها المؤلف في صياغة إشكاليات جديدة من شأنها أن تساهم في معالجة قضايا عدة تهم الأسرة والطفولة والمجتمع.

 

الحفل تم خلاله الاحتفاء بسيرة الكاتب الذي وهب حياته للبحث العلمي والعمل التربوي وجعل الإنسان دائما في صلب انشغاله بما في ذلك الطفل والطفولة، وعمل أستاذا ومكونا ومربيا، كما أحاط بحقول معرفية متعددة منها الجانب الحقوقي والقانوني والأنثروبولوجي والسوسيولوجي وعلم النفس، وهو إلمام ميز أعماله البحثية وكتاباته ومنها كتابه القيم "مقدمات في قضايا الطفولة" الذي جاء متميزا في طرحه وشاملا في أبعاده ومتعددا في زواياه.

 

في هذا اللقاء العلمي الذي نظمه ماستر حقوق الإنسان والتقاضي الدولي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة، أشار منسق الماستر الدكتور عبد القادر مساعد إلى تميز كتاب "مقدمات في قضايا الطفولة" باعتباره واحدا من الكتب المهمة في هذا المجال، وسلط الضوء على محطات مختلفة من سيرة ومسار الدكتور عبد الله أبو إياد وخدمته بتفان ونكران ذات لقضايا حقوقية وتربوية عديدة منها قضايا الطفولة.

 

الكتاب شخص واقع الأطفال في وضعية صعبة، وطرح في هذا الباب مجموعة من الأسئلة الملحة والحارقة حول تعقيدات هذه المسألة واستمرارها رغم إعلانات حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الأطفال، بل إنه ذهب إلى درجة اعتبار هذه الصعوبات بمثابة جرائم في حق الإنسانية. وفي هذا السياق، قارب الدكتور علاء تكتري، الأستاذ الباحث بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بوجدة هذه الوضعية من باب تخصصه في علم الضحايا باعتبار أن هؤلاء الأطفال هم ضحايا المجتمع وضحايا ظروف متعددة أسهمت في هذه الصعوبات، مقدما مجموعة من الاقتراحات لمعالجة هذه الآثار والنهوض بوضعيتهم.

 

من جانبه رصد الدكتور كريم أزماني مطر، الباحث في علم الاجتماع جوانب عدة ميزت الكتاب ومنها تعدد الحقول المعرفية التي يمتح منها الكاتب، واستعماله لقبعات متعددة في سياق التشخيص والتحليل والاستنتاج، وهو ما يؤشر على إيمانه بالتكامل المعرفي وضرورة تسخير كل الحقول للغاية الكبرى وهي خدمة الإنسان، ويظهر خبرة الكاتب وما راكمه من معارف علمية في مجالات مختلفة تربوية وحقوقية وقانونية وسوسيولوجية وأنثروبولوجية وغيرها. كما أشار أزماني مطر إلى استعمال الكاتب لقاموس مفاهيمي خاص، حيث يجد القارئ نفسه بصدد باحث مبدع على مستوى المصطلحات وله مفاهيمه ومفرداته الخاصة التي تميزه عن غيره، مؤكدا أن هذا الكتاب هو نتاج مجموعة من الدراسات الميدانية وبالتالي فهو عمل يكرس لكون الاشتغال في حقل العلوم الاجتماعية هو عمل ميداني بالأساس.

 

في اللقاء الذي أشرفت على تسييره الصحافية اعتماد سلام، توقف الدكتور العربي بنساسي، المؤطر السابق بالمركز الوطني لتكوين أطر وموظفي السجون والمهتم بقضايا الطفولة عند مسألة الجنوح باعتبارها أحد قضايا الطفولة في وضعية صعبة كما جاء في الكتاب، وشدد على ضرورة  اعتماد مقاربة تربوية لتجاوز هذا التصرف الجانح وأهمية خلق مناخ تربوي صحي وسليم كما أكد على ذلك الكاتب.

 

وفي معرض مداخلته، ركز الأستاذ أحمد أبو كريم، الفاعل الجمعوي على أهمية ما طرحه الكتاب بخصوص ضرورة الاهتمام بالجوانب العلائقية للطفل من قبل والديه وتأهيل وإعداد أمهات وآباء المستقبل. كما شدد المشاركون على أن هذا الكتاب ينبغي أن يقرأه كل شخص له علاقة بالتربية من آباء وأمهات وأساتذة وكل من يشتغل في مؤسسات التنشئة الاجتماعية على اختلافها.

 

اللقاء اختتم بكلمة للكاتب عبد الله أبو إياد العلوي أعرب فيها عن سعادته بالقراءات التي قدمت من قبل الأساتذة المشاركين وأيضا بانخراط طلبة ماستر حقوق الإنسان في مناقشة مختلف الجوانب التي جاءت في الكتاب، وجدد التأكيد على استعداده الدائم لتوظيف معارفه وخبراته المهنية والعلمية في خدمة القضايا الإنسانية وفي مقدمتها قضايا الطفولة، كما شدد على أن إدراك مفهوم الإنسان في أبعاده المختلفة وتضمين هذا الإدراك في السياسات العمومية لتدبير هذا المجال هو السبيل الوحيد والسليم للخروج من هذه الاضطرابات التي تعيشها الطفولة في المغرب.