قال كمال مومادي، مدير مركز التكوين المهني الحي الحسني، خبير في الذكاء الاصطناعي، أنه مع استضافة المغرب، كأس إفريقيا 2025، كأس العالم 2030، تبرز الحاجة الملحة لتطوير منظومة النقل لاستقبال ملايين الزوار وتعزيز الصورة الدولية.
وأبرز كمال مومادي، في حوار مع "أنفاس بريس"، أن استضافة المغرب لتظاهرات ثقافية وإقتصادية ورياضية عالمية تشكل فرصة ذهبية لإعادة هيكلة قطاع النقل عبر توحيد التشريعات، ودعم الابتكار المحلي، وتبني حلول مستدامة.
مارأيك بخصوص الصراع الدائر بين سيارات الأجرة وسيارات تطبيقات النقل الذكي في المغرب؟
لا يزال هذا الصراع يشكل تحديًا رئيسيًا في ظل التحول الرقمي العالمي، حيث يواجه السائقون التقليديون ضغوطًا متزايدة بسبب عدة عوامل متشابكة. فمن جهة، يبرز غياب تنظيم عادل، مع تفاوت التشريعات بين الخدمات التقليدية والرقمية، ما يخلق بيئة غير متوازنة. ومن جهة أخرى، تسهم المنافسة غير المتوازنة في تعميق الأزمة، حيث تعتمد التطبيقات الحديثة على عروض أسعار جذابة دون الالتزام بالضوابط نفسها المفروضة على سائقي الأجرة التقليديين. ومع تفاقم هذه الضغوط، لم يكن مستغربًا أن تتصاعد التحركات الاحتجاجية، مع مطالب متزايدة بحماية حقوق السائقين الذين يشعرون بالإقصاء من المشهد الجديد..
هل هناك توجه للسلطات الوصية لتقنين خدمات النقل الذكي في المغرب لتجويد خدمة النقل لصالح المواطن، علما أن المغرب يحتضن تظاهرات دولية ومقبل على تظاهرات كبرى المونديال، كأس إفريقيا..؟
مع استضافة المغرب كأس إفريقيا 2025 كأس العالم 2030، تبرز الحاجة الملحة لتطوير منظومة النقل لاستقبال ملايين الزوار وتعزيز الصورة الدولية.
أمام هذه الرهانات، تتجه الحكومة إلى اتخاذ خطوات عملية، وتشمل هذه الإجراءات إصدار تشريعات شاملة لتنظيم عمل التطبيقات وربطها بمعايير الجودة والأمان، بما يكفل حماية كل من السائقين والمستهلكين. إلى جانب ذلك، تعمل الحكومة على تحسين التكامل بين خدمات النقل الذكي والشبكات التقليدية، مثل الحافلات والقطارات، في سبيل بناء منظومة نقل أكثر كفاءة وانسيابية. ولا تغيب عن هذه الجهود البُعد البيئي، إذ تسعى السلطات إلى تبني حلول مستدامة تراعي المعايير الدولية، خاصة في ظل استعداد البلاد لاستضافة كأس العالم 2030، مما يفرض اعتماد نماذج نقل صديقة للبيئة.
هل تتوقع دخول فاعلين مغاربة أو حلول محلية تنافس التطبيقات الأجنبية؟
يمكن للمغرب الاستفادة من استضافة الحدثين العالميين لدفع الابتكار المحلي عبر:
- منصات وطنية: كتطوير تطبيق مغربي (مثل "كاريانا" أو "هيتش المغرب") يدعم اللغة العربية والدفع الإلكتروني المحلي.
- شراكات استراتيجية: بين القطاع العام والخاص لإنشاء بنية تحتية ذكية.
- تمويل المشاريع الناشئة: من خلال صندوق "إقلاع" أو برامج دعم ريادة الأعمال.
ما هي التجارب الدولية التي نجحت في تقنين النقل الذكي، وكيف يمكن الاستفادة من تجاربها؟
- قطر (كأس العالم 2022):
- ربط تطبيقات النقل ببطاقة "الكرامة" الموحدة للمواصلات.
- استخدام سيارات كهربائية صديقة للبيئة.
- فرنسا (كأس العالم 1998)
- تطبيق "Bolt" و"Uber" ضمن إطار قانوني يضمن حقوق السائقين والمستخدمين.
- *جنوب إفريقيا (كأس العالم 2010)*:
- تعزيز النقل المشترك (Car Pooling) عبر تطبيقات مخصصة للجماهير.
دروس للمغرب
- اعتماد حلول مُرنة تُلبي ذروة الطلب خلال الأحداث الكبرى.
- الربط بين النقل الذكي والسياحة (مثل تطبيقات تستهدف الزوار بلغات متعددة).
توصيات استباقية استعدادًا للأحداث
- تشريع عاجل: إقرار قانون يحدد حقوق وواجبات جميع الأطراف قبل 2026.
- بنية تحتية ذكية: تطوير طرق مرورية ومسارات خاصة بالحافلات الكهربائية.
- حملات توعوية: تدريب السائقين على استخدام التكنولوجيا وخدمة الزوار الأجانب.
- منصة موحدة: تجميع خدمات النقل (تقليدي وذكي) في تطبيق واحد لتسهيل حركة الجماهير.
الفرص الاقتصادية والتنموية:
- خلق فرص عمل: آلاف الوظائف المؤقتة والدائمة في قطاع النقل والخدمات اللوجستية.
- تعزيز السياحة: تحسين تجربة الزوار عبر خدمات نقل فعالة وآمنة.
- الريادة الإفريقية: جعل المغرب نموذجًا لإدارة النقل الذكي خلال الأحداث الكبرى.
الخلاصة
استضافة المغرب لتظاهرات ثقافية وإقتصادية ورياضية عالمية تشكل فرصة ذهبية لإعادة هيكلة قطاع النقل عبر توحيد التشريعات، ودعم الابتكار المحلي، وتبني حلول مستدامة. النجاح في هذه الاختبارات سيُعزز مكانة المغرب كوجهة رائدة في إفريقيا والعالم، مع تحقيق التوازن بين حماية المهن التقليدية ومسايرة الثورة الرقمية.