يرى محللون سياسيون أن المواجهة الجارية بين باكستان والهند كشفت عن تحوّل كبير في ميزان القوى، بعدما تبنت إسلام آباد استراتيجية "الاستنزاف البطيء" بدل المواجهة المباشرة، في ظل غياب حلفاء أقوياء يدعمون الهند كما دعمت أوروبا وأمريكا أوكرانيا في حربها مع روسيا.
ويؤكد خبراء أن باكستان لم تلجأ إلى شن حرب تقليدية واسعة، بل اعتمدت على تكتيك الإنهاك المستمر، لإجبار الهند على التراجع دون منحها فرصة تحقيق نصر خاطف. ويراهن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على هذه الحرب لمراكمة رصيده السياسي، لكنه، وفق تقديراتهم، "غامر بمستقبله بشكل كامل".
ويشير المحللون إلى أن الهند، على عكس روسيا، تفتقر إلى قاعدة صناعية عسكرية مكتفية ذاتياً، ما يجعلها تعتمد بشكل كبير على استيراد السلاح، وهو ما يضعها في موقف ضعيف مع استمرار الحرب. ففي الوقت الذي لا توفر فيه الولايات المتحدة السلاح مجاناً، تواجه إسرائيل، الحليف العسكري الرئيسي للهند، إنهاكاً عسكرياً واقتصادياً في غزة.
ويضيف الخبراء أن الحرب تمثل عبئاً اقتصادياً ضخماً على نيودلهي، التي تفتقر إلى حليف اقتصادي من حجم الصين أو روسيا يمكنه دعم اقتصادها الحربي. وفي المقابل، تستفيد باكستان من دعم صيني بالسلاح وتمويل عربي محتمل، ما يعزز قدرتها على الصمود لفترة أطول.
ويختم المحللون بالقول إن "الهند كانت قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، لولا تدخل دونالد ترامب في لحظة حرجة أنقذ بها نيودلهي من هزيمة استراتيجية، بعدما تدخلت واشنطن لإحداث توازن في ميزان الدعم الدولي بين الطرفين".