بلغ برنامج «برلمان الشعب» الذي يعده ويقدمه يوميا الإعلامي حسين شهب على راديو شدى إف إم درجة كبيرة من النجاح، وذلك بفضل جرأته في طرح مشاكل المواطنين، بدون بوز ولا شعبوية.
في هذا البرورتريه لحسين شهب شيء من الاعتراف لبرنامج يقدم منذ المعنى الحقيقي لإعلام القرب والخدمة العمومية في زمن تسلل فيروس التفاهة جسم الصحافة والإعلام.
حتى في زمن طغت فيه التفاهة على الصحافة والاعلام و التواصل بشكل عام، تسطع نجوم لتضىء الطريق وتصنع الأمل في غد إعلامي نظيف وهادف وذي مصداقية.
حسين شهب الصحافي معد ومقدم البرنامج اليومي برلمان «الشعب» على أمواج إذاعة «شدى إف إم» من هذه الطينة الخاصة.
بدون تردد، يمكن اعتباره أحد أفضل البرامج الاذاعية الناجحة في المغرب.
«برلمان الشعب»، الشعب يمثل نفسه ويدافع عن نفسه. برلمان حقيقي تفاعلي يركز على مناقشة جميع القضايا. الكلمة الأولى للمواطنين المستمعين لطرح مشاكلهم وإيصال أصواتهم لمن يهمهم الأمر. لاحدود للنقاش بكل جرأة ومهنية في مناقشة قضايا راهنة تهم مشاكل المجتمع، السياسات العامة، الفساد، التعليم، الصحة، وغيرها من المواضيع التي تؤثر على حياة المغاربة.
حوار مفتوح يجعل من البرنامج برلمانا شعبيا حقيقيا.
رغبة دفينة دفعت حسين إلى ولوج الإعلام
يتميز البرنامج بحوارات مفتوحة مع المستمعين، واشتغال حسين في برنامجه بكل حماس لم يأت من فراغ. فقد كان الإعلام دائما يشكل رغبة دفينة في نفسه، تنتظر لحظتها إلى حين استكمال تكوينه الرياضي في مجالي فنون الحرب والإعداد البدني. وبالفعل كان ذلك، ثم سيلتحق بمعهد الصحافة للحصول على دبلوم في 2004. هكذا ستبدأ قصة حسين مع مهنة المتاعب والإعلام المضاد.
يقول حسن شهب عن برنامج «برلمان الشعب»، إنه فرض نفسه في سياق ماسمي بالربيع العربي في 2011، ومع ظهور حركة 20 فبراير، حيث كان يناقش على الأثير مع الضيوف والمستمعين ساعتها الانتظارات وما يمكن تحقيقه و من هي النخبة المنتظرة لمغرب ما بعد الدستور الجديد، دستور .2011
نسبة استماع قياسية لبرلمان الشعب
هكذا بدأ البرنامج يلقى ترحيبا كبيرا ونسبة استماع قياسية بحكم المساحة الممنوحة للمستمعين للتعبير عن آرائهم في السياسات العمومية.
فحتى تسمية البرنامج، كانت من اقتراح أحد المستمعين الذي أعجب به و بصدقيته ووضوحه ووطنيته، فقال بحرقة في اتصال على الهواء: «هذا هو برلمان المغاربة هذا هو برلمان الشعب».
مع توالي السنوات، لم يعد برنامج «برلمان الشعب» جزء من شبكة البرامج براديو شدى إف إم، بل أصبح وسيلة لدى المواطن منصة مفتوحة ودائمة لتفريغ الضغوطات داخل إطار محترم ووسيلة لفك مشاكلهم ومواجهة المسؤولين عنها، من رئيس الجماعة إلى الوالي مرورا بجميع درجات المسؤولية.
البرنامج تسبب في فتح تحقيقات واعتقالات
يقول حسين بتواضع موسوم بالافتخار إنه بفضل البرنامج، تم تعبيد طرقات وتشييد قناطر ومسالك، وتم تحرير ممتلكات عمومية وحل مشاكل إدارية وتعليمية وصحية. الأكثر من هذا تم فتح ملفات وتحقيقات واعتقال كل من تورط فيها من طرف القضاء. وبما أن طريق النجاح تكون دائما وعرة، فإن ما يصدح به صوت الحقيقة في «برلمان الشعب»، جعله هدفا لانتقادات حادة بل وتهديدات لشخص حسين. لكنها لم تحرك فيه رمشة خوف لأنه يؤمن بأن الخوف والصحافي لايلتقيان، وأن الإعلام بدون جرأة ومغامرة يبقى كلاما بدون نفع ولاجدوى. في هذا السياق، يعلن حسين التزامه بكل شرف بثوابت وأسس الوطن/ المغرب التي تشكل له أكثر من خطوط أكثر من حمراء.
من لايشكر الناس لا يشكر الله
لكن هل كان «برلمان الشعب» سينجح لو لم ينشأ وسط بيئة صحية سليمة؟
أبدا لا.. ولأن من لايشكر الناس لايشكر لله، فإن حسين شهب يوضح أن كل شيء تحقق بفضل لله وبفضل مسؤولين يحسنون الإنصات ويؤمنون بأن الصحفي فاعل شريك في بناء الوطن ومحاربة الفساد.
حسين يرفع لهم القبعة لأنهم «عوض البحث عن طريقة لتكميم الأفواه، يبحثون في ما تم بثه لمعالجته؛ خاصة وأنهم يعلمون أن صاحب البرنامج يحمل في قلبه حبا لا منتهيا لوطنه، وتحركه الرسالة النبيلة والغيرة لا حبا في الذات وسبل إكرامها على حساب الوطن».
يذكر حسين دائما بالحرية التي وفرتها له إدارة المجموعة الإعلامية شدى إف إم، «وعلى رأسها مالكها الحكيم رشيد حياك الذي آمن بالصحافة والعمل الصحفي» ومكنه من فضاء متسع ليتنفس، دون أن ينسى المرحوم محمد حياك الذي كان مديرا وأبا، وحسن ندير الأستاذ الذي كتب معه «حروفه الأولى في الصحافة والمدير الحالي نوفل الرغاي الذي كان ضمن فقهاء الهاكا عند تأسيسها وأحد المفعلين للرؤية الملكية في تحرير السمعي البصري واستقلاليته».
زمن التفاهة سينتهي
حسين شهب يؤمن شديد الإيمان بأن زمن التفاهة سينتهي يوما ما. لأنه يشدد على أنه بين الجدية والتفاهة في الإعلام لا يوجد ذلك الخيط الناظم. فعلا «التفاهة في الإعلام فيروس تسلل للجسد الإعلامي الصافي النقي والصراع قائم بين مناعة الجسد والفيروس، وحتما ستنتهي بموت الفيروس وتعود للجسد مناعته وعافيته. فقط علينا، يتابع حسين أن نعزز مناعتنا ببرامج هادفة مؤثرة صحيا وخطاب واع ومحترم».