هذا ما ينتظر سُرَبْ فرسان التبوريدة بجهات شمال المغرب لضمان العبور لدار السلام

هذا ما ينتظر سُرَبْ فرسان التبوريدة بجهات شمال المغرب لضمان العبور لدار السلام فرسان تبوريدة
بعد إسدال الستار عن منافسات عَلَّامَةْ/مْقَادِيمْ سَرْبَاتْ فرسان وخيول التبوريدة المنتمية للجهات الوسطى يومي 30 أبريل وفاتح ماي 2025، بمحرك شاطئ بوزنيقة، يأتي الدور على جهات الشمال المغربي بنفس الموقع حيث انطلق العد العكسي لاحتضان هذه الإقصائيات بمدينة بوزنيقة بتاريخ 5 و 6 ماي من السنة الجارية، والتي نتمنى فيها التوفيق والسلامة لجميع المشاركين ومرافقيهم، واستمتاع عشاق سنابك الخيل والبارود بموروثهم الثقافي الشعبي غير المادي.

لكن وجب التنبيه وتسليط كشافات الضوء على بعض ملاحظات المراقبين والمتتبعين لهذا التراث الأصيل الذي أضحى علامة فارقة في ثقافتنا الشعبية وركيزة أساسية للترويج الاقتصادي والسياحي والإجتماعي والثقافي، حيث تأكد بأن الإجراءات والتعديلات القانونية ومساطرها الجديدة على مستوى التحكيم قد ساهمت في الرقي بفن التبوريدة وضبط شروطه ومستلزماته ذات الصلة بمدارس الفروسية التقليدية وما يرافقها من عدة الصناعة التقليدية الاصيلة.

من المعلوم أن التركيز الأساسي اليوم بالنسبة للتحكيم أصبح يصب في اتجاه ضرورة احترام كل مدرسة على حدة والطرق الأصلية لكل منطقة، فضلا عن الزي التقليدي الأصيل، حيث تغيرت مجموعة من المعايير والمؤشرات الخاصة بكل مجال جغرافي، دون الحديث عن الانضباط والأخلاق والسلوك الطيب في التعامل مع مكونات التبوريدة خيلا وفرسانا.

ويرى بعض المراقبين أن سربات الخيل والفرسان الذين ينحدرون من مجالات اللعب بالطريقة الشرقاوية لابد لهم أن يجتهدوا أكثر لمواكبة هذا التغيير وهذه الاجراءات التي تروم المحافظة على بصمة ولمسة ذاكرة كيفيات وحركات المدرسة الشرقاوية بتفاصيلها الجميلة والرائعة.

لم تعد "التبوريدة" تقف على ما يسميه البعض الطلقة الموحدة التي توصف بتعبيرهم ب "المَاصَّةْ" فقط، حيث يراقب الحكام اللعب بالمكاحل بدءا من حركة الرفعة، والخرطة، والكرنة... وما إليها من حَرَكَاتْ فنية وإبداعية وفرجوية تنضاف إلى الطلقة الموحدة عند نقطة الصفر.

إن نتائج منافسات الجهات الوسطى والتي أعطت للطريقة الناصرية تقدما في الترتيب (شرف البحراوي، المهدي أنجار) وحتى الطريقة الخياطية مع (الناجي و السيكاس) سببها الأساسي هو اللعب بالمكاحل وابراز مهارات واتقان الحركات ذات الصلة بطرق التبوريدة.

طبعا لا يمكن أن نقلل في التحكيم من شأن اللباس التقليدي لكل الفرسان، وعُدَّةْ الخيل و "السْنَاحَاتْ" على اعتبار ان كل هذه التفاصيل تدخل في حسابات التنقيط.

لقد سجل بعض المراقبين كيف أن بعض فرسان السّرب لم ينضبطوا لقانون إجراء تغيير "لَعْظَمْ لَعْمِيرِي" رغم أنه ضمن التغييرات المطلوبة من أجل الرجوع لاستعمال السّرج الْبلْدي الأصيل تفاديا للحوادث ومخاطرها.

اعتقد أنه مازال ينقصنا التواصل والتحسيس بأهمية كل القوانين والإجراءات الجديدة عبر الندوات واللقاءات لمواكبة هذه التغييرات مع ضرورة انخراط الاعلام والصحافة والتلفزة والاذاعة لتعميم تفاصيل كل هذه المعلومات المهة التي تصب في اتجاه المحافظة على أصالة تراث فن التبوريدة والارتقاء بكل أنواع مدارسها.