بعد سنوات من التهميش في المجال الصحي، تعرف مدينة سلا اليوم قفزة نوعية بافتتاح مصحة متعددة التخصصات بمعايير دولية في قلب مدينة " سلا الجديدة ".
تعد سلا ثاني أكبر مدينة في المغرب من حيث عدد السكان، بما يفوق 1,5 مليون نسمة، وقد توسعت خلال العقود الأخيرة بظهور أحياء حضرية جديدة مثل حي السلام، القرية، وسلا الجديدة.
رغم هذا النمو العمراني والديمغرافي، ظل الولوج إلى الخدمات الصحية المتخصصة محدودًا.
لكن في ربيع 2025، تغير الوضع.
مصحة عصرية وخاصة فتحت أبوابها، تم تصميمها لتكون مركزًا صحيًا متكاملاً وقريبًا من المواطنين.
وتضم هذه المنشأة تجهيزات طبية متطورة، بالإضافة إلى طاقم طبي متمرس قادم من أبرز المستشفيات الجامعية، كالمركز الجامعي ابن سينا ومستشفى الشيخ زايد.
لم يعد سكان سلا الجديدة مضطرين للتنقل إلى الرباط أو وسط سلا، إذ أصبح بإمكانهم الاستفادة من استشارات في تخصصات عديدة، مثل أمراض القلب، أمراض الجهاز الهضمي والسرج، طب العيون، أمراض النساء، طب الأطفال، وطب الأسنان، وغير ذلك.
كما تُؤمن خدمات المستعجلات في طب الأطفال والنساء على مدار 24 الساعة.
وتتوفر المصحة على ست قاعات عمليات للجراحة يمكنها الاشتغال في آن واحد، بإشراف جراحين وأطباء تخدير وإنعاش ذوي كفاءة عالية.
أما قسم الأشعة، فيضم أجهزة سكانير ورنين مغناطيسي من الجيل الجديد، وتشرف عليه طبيبة مختصة متمرسة، تلقت تكوينها في كبريات المستشفيات الجامعية بالرباط.
ويحتوي المختبر الطبي الملحق بالمصحة على تجهيزات متطورة تمكن من إجراء التحاليل بسرعة وبدقة، مما يساعد الأطباء على اتخاذ قرارات علاجية فعّالة في الوقت المناسب.
ومن الجوانب المميزة للمصحة، وجود "مهندس بيوميديكال" يشرف باستمرار على الصيانة التقنية لكل الأجهزة، من قاعات العمليات والتعقيم إلى قسم المستعجلات، لضمان أعلى معايير السلامة والجودة.
ولعل من أبرز علامات الاندماج المجتمعي للمصحة أن 95% من طاقمها التمريضي، الإداري، والتقني، يقيمون بسلا الجديدة نفسها، مما يحد من مشاكل التنقل ويقوي الروابط مع السكان.
وتتوفر المصحة على طاقة استيعابية تصل إلى 70 سريرًا، موزعة بين غرف فردية ومزدوجة وثلاثية، وتحرص على توفير علاج عالي الجودة في بيئة مريحة ومناسبة.
كما تقدم المصحة خدمات في علاج الإدمان، طب الأسنان، الجراحة الصغرى، والمرافقة النفسية والعلاجية، لتغطي بذلك طيفًا واسعًا من الاحتياجات الصحية لسكان منطقة فتية وطموحة.
سلا الجديدة لم تعد فقط حيًا سكنيًا، بل أصبحت مركزًا صحيًا حقيقيًا.
دينامية جديدة تنطلق، تعكس صورة مغرب يتقدم بثبات نحو توفير العلاج الجيد... في أقرب نقطة من المواطن