المثير هو أن موقع "المادة 19" سينبهنا جميعا إلى أنه سبق تنظيم مناورات عسكرية مغربية فرنسية بشرق المغرب سنة 2022، بمشاركة 6 مروحيات فرنسية متطورة و6 مروحيات مغربية و2500 جندي مغربي إلى جانب 200 جندي فرنسي، دون أن تحرك الجزائر ساكنا حينها أو تقوم بزوبعة مثل التي قامت بها بخصوص المناورات الجديدة.
فهل يكون السبب راجع إلى الاسم الذي تحمله تلك المناورات العسكرية المشتركة "الشرقي"، كناية عن ريح الهجير الجافة القاحلة الآتية دوما من الشرق؟
ربما، لأن جماعة شنقريحة وتابعه تبون تتقزز من اعتبارها مصدر "هجير قاحل" مغاربيا وشمال إفريقيا، بكل ما لذلك من دلالات رمزية سياسيا.
على كل حال، واضح أن الجماعة في قصر المرادية فقدت البوصلة ضمن محيطها الجهوي والإقليمي وأنها تصدر عن ردود فعل تنفيسية لا تليق ولا تستقيم مع شروط منطق الدولة. فالمزاج حين يتعكر للفرد طبيعي أن يصدر عن مواقف انفعالية، أما مزاج رجال الدولة فهو مفروض يصدر عن رصانة التحليل الملموس للواقع الملموس بما يضمن تنظيم المصالح. وهذا أمر يخون للأسف فطنة جماعة شنقريحة وتابعه تبون في الجزائر العاصمة، مما يجعل فعلا "الشرقي" شرقي.