أنس الصفريوي، بارون شركة الضحى: زعيم قبيلة «الكانيباليزم العقاري» بالمغرب

أنس الصفريوي، بارون شركة الضحى: زعيم قبيلة «الكانيباليزم العقاري» بالمغرب

الكانيباليزم في القاموس تعني أكل البشري للحم بني جنسه، وتطلق على الشعوب التي إذا جاعت بإمكانها أن تأكل أي شيء، بما فيه لحم الآدميين المطبوخ في القدور، ربما هذا هو الاسم الذي يليق بأخطبوط عقاري نبت بيننا على حي غرة، ومُنِح من الإمكانات ما جعله يتغول بسرعة، ويمد أذرعه باطمئنان ليزحف على أحيائنا وشوارعنا حتى لا تكاد تخلو منه، الآن، أي مساحة في خريطتنا. هذا الأخطبوط يعيش على أكل لحوم الفقراء اللذيذ، وتهشيم عظامهم تحت مطارق «السكن الاجتماعي»، علما بأن الأبحاث العلمية والتحاليل المخبرية أثبتت أنه لا يميز بين السكن ومستلزماته وبين «البوصلانة» أو»بوزروك» أو «الكارتون» أو «الغاسول».

أنس الصفريوي، الأخطبوط الذي يتزعم قبيلة «الكانيباليزم العقاري» انقض على موجة «السكن الاجتماعي» التي ظهرت في أواسط التسعينيات ليثبت أنه بارع في التهام الأرض ومطاردة البقع والمتاجرة في بؤس الفقراء، حتى لو أدى به الأمر إلى إحداث أزمات وقلاقل اجتماعية. بل امتد به الأمر إلى التوغل في أدغال إفريقيا، ربما بحثا عن ما تبقى من سلالة آكلي لحوم البشر، ليأكلها هي الأخرى، أو ليستنير بطرقها الأصيلة في طهي اللحم، أو في أحسن الأحوال ليعقد معها اتفاقية توأمة.

أخطبوطنا لا يميز بين اللحم «المروكي» و«اللحم الزنجي»، فكل اللحوم لها طعم واحد، هو طعم الثروة التي تكبر، وطعم البوصلانة التي تتمدد، وطعم الغابة التي تحترق، حتى إن المراقبين يعتبرون أنه صاحب «الضربات الكبيرة»، ولعل أول «ضربة كبيرة» حققها أنس الصفريوي في نشاطه «الكانيباليزمي» عندما عبد له إدريس البصري الطريق، في رمشة عين، وشرع «يلهف» الأراضي بثمن رمزي!.. وما زالت أذرعه تتكاثر وتتمدد، ولا أحد يعلم أين ستتوقف...

فتوحات أنس الصفريوي المثير للدهشة لا تقف عند هذا الحد، بل تتعداه إلى رغبته الأكيدة في دخول كتاب الأرقام القياسية «غينيس»، إذ لم يسبق لأي مشتغل في مجال السكن الاجتماعي على مستوى القارات الخمس أن حقق «ثروة» جد ضخمة بفضل إنتاج السكن الاجتماعي جعلته يحتل مراتب متقدمة في تصنيف «فوربس». وتتعاظم الدهشة حين نكتشف أن المجال الاجتماعي لدى هذا الزعيم يتوقف عند حدود «الرملة والبوصلانة»، فلا أحد من المتتبعين يذكر أنه له إسهام حقيقي في دعم العمل التنموي والخدماتي والإنتاجي اللصيق باحتياجات المواطنين، ولا أحد يذكر له أن مول بناء مسابح للفقراء أوشيد مركزا لرعاية الأيتام أو المعوزين أو المعاقين، ولا أحد يذكر أن الرجل اقتطع جزءا بسيطا من ثروته لبناء مراكز للدياليز (تصفية الدم) أو لمحاربة السكري أو لدعم مرضى القلب، أو حتى بناء مدارس للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا أحد يذكر أنه ساهم في بناء مركز لتنمية فرص العمل بالنسبة للعاطلين.. إلخ. كل ما يذكره هؤلاء هو أنه «لهف» هذه القطعة الأرضية أو تلك بثمن رمزي، وأنه غاضب لأن منافسيه حققوا إنجازا وسبقوه إلى ربح ما..

إن إطلالة واحدة على المشاريع السكنية «الاجتماعية» التي أطلقها هذا «البارون» تثبت شيئا واحدا، هو أنها مستعمرات نموذجية في خلق «التدهور الاجتماعي» و«الانزلاق الخدماتي»، و«البشاعة العمرانية» فلامرافق صحية كافية ولا مدارس ولا حمامات ولا طرق ولا أسواق ولا جدران يمكنك، فعلا، أن تغلق عليك أبوابها لتحس بالأمان .

ولأن الأرض لا تكفي، فإن منعشنا يبحث عن لحم السماء أيضا. فالشريعة الكانيبالية تنص على اقتفاء اللحم برا وبحرا وجوا، حيث سارع أيضا إلى إحداث آلية لقضم «السحب ». ولن نندهش إذا رأينا أنس الصفريوي يوما يدخل غمار السياحة الفضائية إلى القمر أو المريخ أو زحل أو عطارد. ولن نستغرب إذا قام الرجل بشراء السفن والغواصات لتأمين العبور إلى اللحم البحري أيضا..