فوجئ المصلون بخطبة غريبة من اليحياوي خطيب مصلى سيدي يحيى، صبيحة يوم عيد الأضحى، تدعوهم إلى توخي الحذر من أعمال الخير والإحسان التي يقودها بعض المحسنين بمدينة وجدة، بدعوى أن أعمال البر هذه يقف خلفها تجار المخدرات بالمنطقة الشرقية، متهما الدولة بالتراخي في التصدي لرواج المخدرات.
خطاب اليحياوي فسره بعض المراقبين بمخاوف أقطاب الحركة الأصولية من سحب البساط من تحت أقدام الإسلاميين بمدينة وجدة حتى تظل خزانا انتخابيا لحزب بنكيران. ولعل هذا ما يفسر محاولاتهم كلما سنحت الفرصة لذلك باعتبار التقليل من شأن بعض المبادرات الإحسانية والتضامنية التي تخرج عن دائرة الحركة الأصولية، بل والأنكى من ذلك ربطها بتجار المخدرات حتى ولو تعلق الأمر بتوزيع حقائب مدرسية لفائدة تلاميذ الأوساط الفقيرة أو توزيع أضاحي العيد ومؤن غذائية على فقراء مدينة وجدة.
ولعل ما يعزز هذا الطرح الذي تتبناه شرائح واسعة من أبناء المدينة الشرقية هو كون اليحياوي أحد المساندين لحركة التوحيد والإصلاح والساعد الأيمن لمصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي لوجدة، الذي يحسب على غلاة الحركة الأصولية، وإلا بماذا يمكن تفسير تخلف اليحياوي الذي يشكك في مختلف المبادرات الإحسانية بوجدة الخارجة عن دائرة الحركة الأصولية عن حضور مختلف المناسبات الرسمية متذرعا بالمرض أو العذر "القاهر"؟
هل يمكن اعتباره مجرد مصادفة؟ أم أنه يعبر عن مواقف لا تتناغم مع التدين المغربي القائم على الوسطية والاعتدال؟ علما أن اليحياوي يتقاضى أجرته من أموال الدولة باعتباره يمثل مؤسسة دينية رسمية. وبدل أن يسخر اليحياوي جهوده لخدمة ونشر التدين المغربي المعتدل ومحاربة قوى التطرف التي "تعشش" في المنطقة الشرقية، نجد الرجل يسخر كافة جهوده وقواه للحفاظ على الخزان الانتخابي لحزب بنيكران بالمنطقة الشرقية.