جمال بوشيخي: مشاكل الجالية.. معاناة لا تنتهي

جمال بوشيخي: مشاكل الجالية.. معاناة لا تنتهي جمال بوشيخي
الأمر ليس بالجديد ولا هي ليست المرة الاولى التي تطرح فيها هذا المشاكل التي تشكل ربما العصب الرئيسي لجملة من الإكراهات التي تعاني منها الجالية المغربية دون أن تجد آذانا صاغية وحلولا جذرية لسنوات طوال من طرف المسؤولين عن ملف الجالية المغربية بالخارج، خاصة ألمانيا وبالأخص مدينة فرانكفورت التي تحوي عددا مهما من أفراد الجالية.
تعامل المسؤولين المغاربة وعلى رأسهم الوزارة الوصية على هذه الملفات التي يكتوي بها مغاربة العالم طول السنة وتصل ذروتها في فصل الصيف، تجعلنا نطرح أكثر من تساؤل، خاصة أن أكبر المتضررين هم سكان شمال المغرب، حيث تمثل هذه الساكنة الأغلبية الساحقة من مغاربة العالم. فهل هي عقيدة متوارثة لدى المسؤولين في المغرب لتهميش ساكنة الشمال والريف؟
استنتاجي يعتمد على دلائل واقعية وليست أوهام أو تخيلات.
فيما تتمتع مطارات الداخل مثل الدار البيضاء ومراكش وأكادير وفاس وحتى وجدة بامتيازات شتى ولها خطوط طيران رسمية ودائمة طول السنة، نجد في نفس الوقت، استثناء مطار العروي الناظور من برنامج الرحلات الداخلية وأيضا الخارجية من رحلات الخطوط الملكية طول فصل الخريف والشتاء والربيع ويشتغل فقط في فصل الصيف، وبأثمنة خيالية، حيث يمكن أن يصل ثمن التذكرة الواحدة حدود 10 آلاف درهم أو أكثر.
هذا العبث لا ينتهي في مطارات المملكة فقط، بل يطال أيضا الموانئ في بني أنصار والحسيمة حيث تستحوذ شركات بعينها على الرحلات وتفعل بالجالية ما تشاء، سواء في العبث بأثمنة التذاكر التي أحيانا تنتهي في السوق السوداء والسماسرة أو في رداءة الخدمات والبواخر المهترئة التي لا تصلح حتى لنقل المواشي.
في حين يتمتع ميناء طنجة بالتسهيلات وتنشط فيه أغلبية البواخر واثمنتها مستقرة إلى حد كبير بالمقارنة مع موانئ بني أنصار والحسيمة.
ولعل قمة المعاناة هي تلك التي يعيشها مغاربة العالم عندما يسافرون عبر ميناء مليلية، طوابير السيارات لا تكاد تنتهي، تحت أشعة الشمس الحارقة وظروف إنسانية مزرية حيث لا تتوفر أدنى شروط الراحة نظرا لمساحة المعبر الحدودي الضيقة وبطيء الخدمات المقدمة هناك من طرف السلطات المختصة في ختم الجوازات أو التفتيش.
رغم التعليمات الملكية لتسهيل عملية مرحبا وكذلك الرعاية الملكية لمغاربة العالم إلا أننا بعيدون كل البعد عما يتمناه عاهل البلاد وما يقدمه المسؤولون على أرض الواقع، بعد التقاط الصور أمام عدسات الكاميرا وتصريحات بعض السذج من الجالية بأن كل شيء على ما يرام (والعام زين).
عقليات بعض المسؤولين في المغرب وتشتت مجهودات بعض الجمعيات والمناضلين عن ملفات ومشاكل الجالية تحول دون الوصول إلى حلول جذرية ترضي مغاربة العالم وتخفف من معاناتهم على مدار أشهر السنة.
هذا لتماطل والإهمال من طرف المسؤولين في الرباط والممثليات المغربية بالخارج التي يجب أن تتفاعل بجيدة مع مشاكل مغاربة العالم ولا تترك الفرصة لبعض الانتهازيين والانفصاليين لأن هذا الإهمال يمكن أن يكون وقودا يستغله البعض ليزرع أفكار الإقصاء والعنصرية في عقول شباب الجالية المغربية.
لذلك نطالب من المسؤولين من منطق الغيرة والمصلحة الوطنية، التحرك لإيجاد حلول جذرية لهذه الإكراهات التي هي في المتناول ويمكن التغلب عليها بالإنصات وحسن النية وشيء من التضحية.
 
جمال بوشيخي| صحفي بألمانيا