بعد تقديم استقالته: محمد لمرابط يصلي خلف أمير المؤمنين

بعد تقديم استقالته: محمد لمرابط يصلي خلف أمير المؤمنين

كانت كشافات ضوء المراقبين منصبة يوم الجمعة19 شتنبر 2014 على مسجد محمد السادس بالمضيق، ليس لأن أمير المؤمنين سيؤدي صلاة الجمعة فيه فحسب، بل وأيضا لتفكيك الرسائل و"الميساجات" بشأن الحدث الذي زلزل الطبقة السياسية هذا الأسبوع، المتمثل في الاستقالة التي قدمها الأستاذ محمد لمرابط، المندوب الجهوي لوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية بطنجة. إذ كان المراقبون يتلهفون لمعرفة رد فعل السلطات العمومية اتجاه هذت القرار، وهل سيتم توجيه الدعوة للمندوب لمرابط ليحظى بشرف السلام والصلاة مع أمير المؤمنين محمد السادس أم سيتم إقصاؤه وتجاهل موقعه.

الاهتمام الشديد الذي أبداه المراقبون نابع من السمعة المعنوية والأدبية والفكرية التي يتمتع بها الأستاذ محمد لمرابط في المجال الديني والسياسي، بالنظر إلى أن لمرابط معروف بدفاعه المستميت على مرجعية أمير المؤمنين. هذه المرجعية التي تعد العمود الفقري لتعاقدات الحكم بالمغرب. وتأسيسا على تلك القناعة لم يتردد لمرابط منذ شبابه في رفع لواء حماية التدين المغربي، هذا التدين الذي آلمه أن يتعرض للضرب من تحت الحزام على يد الحركة الأصولية التي لم تحسم في الخيار المرجعي للمغاربة ،ألا وهي "إمارة المؤمنين"،على اعتبار أن الحركة الأصولية تشهر "ولاء سياسيا" نحو الملك بينما ولاؤها المذهبي تمنحه لجهات خارجية. وهذا ماأغاظ المندوب الجهوي بطنجة بشكل دفعه هذا الأسبوع لتقديم استقالته لمصالح الوزارة بسبب الزحف الصامت تارة والعلني تارة أخرى للحركة الأصولية ومزاحمتها لحقل إمارة المؤمنين.

وإذا كان لمرابط سيد قرار نفسه في المسارات المهنية التي يرتضيها إلا أن طلب استقالته قوبل برفض من طرف ما تبقى من أصوات تقدمية وحداثية بالمغرب، لكون قبول السلطات للاستقالة معناه تجريد الصف الوطني والديمقراطي من صوت مجدد وحداثي في حقل كانت الحركة الوطنية في عهد الاستعمار وبداية الاستقلال تعج بعلماء متنورين ومجددين للدين، قبل أن تصبح الأحزاب التقدمية تعج اليوم في الغالب بنخب "الكافيار" المقطوعة الجذور مع المجتمع  المغربي ومع تاريخه ومع مرجعيته.

وإذا كان سلوك السلطات اليوم قد ابتهج له العديد من المتتبعين بحكم أنها تعاملت بمنطق"وكم حاجة قضيناها بتركها" وبادرت إلى توجيه الدعوة لمحمد لمرابط لحفل السلام والصلاة خلف أمير المؤمنين بمسجد محمد السادس بالمضيق، فإن الأمل هو أن يتجاوب صناع القرار مع مطلب تجاهل الاستقالة والإبقاء على لمرابط مرابطا في خندق المواجهة ضد كل من يعادي مرجعية إمارة المؤمنين بالمغرب.