سعيد عاتيق: "إهانة موظف" توأم لـ "كل ما من شأنه"

سعيد عاتيق: "إهانة موظف" توأم لـ "كل ما من شأنه" سعيد عاتيق
30 سنة مرت على مصادقة مجلس النواب بالإجماع على إلغاء الظهير المتعلق بـ “زجر المظاهرات المخالفة للنظام العام وبردع ما يمس بالاحترام الواجب للسلطة”، إنه ظهير الذي كان يعرف داخل الأوساط السياسية والحقوقية ب "كل ما من شأنه "
وحيث أن السلطات الاستعمارية إبان فترة الحماية الفرنسية والغطرسة الاستعمارية ولشرعنة الممارسات القمعية وتبرير سوء أفعالها استغلت هذا الظهير ووظفته بكل الغموض، ليتسنى لها تلفيق التهم لعناصر الحركة الوطنية المدافعة على حرية الوطن وانتشال الشعب من مخالب الكماشة الإمبريالية وقمع المظاهرات والاحتجاجات والاضرابات النقابية الرافضة لأشكال الاستعباد وهضم الحقوق .
واعتماد "كل ما من شأنه" في المتابعات والملاحقات الأمنية والقضائية إنما كان خرقا سافرا للمبدإ القانوني والأساسي المتعلق بمبدإ ”لاجريمة ولا عقاب بدون وجود نص”
ونال من آثار "كل ما من شأنه" مواطنون ومواطنات كثيرا من نتائجه وتداعياته في مرحلة ما بعد الحماية الفرنسية وبعدها إلى حدود عام 1994 .
وإذا لقي قرار إلغاء هذا الظهير ترحيبا واسعا داخل الأوساط السياسية والحقوقية منذ سنة 1994 فلأنه أوحى بالبصم على مرحلة جديدة دشنتها الدولة قوامها إرساء دعائم متينة وواضحة في مجال الحق والقانون كما أشارت إليه في حينه أحزاب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومنظمة العمل الديمقراطي.
وكإجراء عملي وواقعي في إطار الالتزام بكل حقوق الإنسان والالتزام بها كما هو متعارف عليه كونيا أشر الراحل الحسن الثاني على قائمة المفرج عليهم من معتقلي الرأي والمواقف السياسية ويعتبر هذا الإجراء بمثابة المشرط الذي اجثت كل الأوردة والشرايين المؤدية إلى مربع ظهير 35 أو ما يسمى "كل ما من شأنه "
واليوم، وفي حاضرنا هذا بساعاته ودقائقه هل فعلا قطعنا مع كل عناوين "كل ما من شأنه ؟"
ألا تشمون معي رائحة "كل ما من شأنه " تلامس أنوفنا وتتراقص شطحاته الخيلاء على مرآى من أعيننا ولو أنها Invisible ؟
ماذا على الفصل 263 من القانون الجنائي في "إهانة موظف"؟
ألا يشكل تمييزا بين المواطنين؟
سؤال أبحث عن جواب شاف كاف مقنع وسليم لكن دواخاااا هي سيدة الموقف .
نعم المساس بالموظفين بكل أشكال الإهانة خفيفة كانت أو ثقيلة إنما تستوجب الجزاءات اللازمة لكن قد يعصف الفصل 263 بأسس الحقوق والحريات في بعض الحالات إذ يجد المواطن نفسه مكبلا مخرسا كسيحا مشلولا مخافة من السقوط في فخ 263 باسم القانون ...
كيف للمواطن والمرتفقين مطالبة الحقوق ولو بلسانهم أمام بعض الموظفين الذين لايحترمون واجباتهم أولا وفي مقر عملهم وأثناء مزاولة تلكم المهام التي تقتنص أبرياء بناء على الفصل 263 من القانون الجنائي؟
كيف تتعامل مع موظف في الإدارة مااا جاايك حتى 10 ونص؟
كيف تتعامل مع شرطي يطلب منك أوراقا أو يستفسرك بطريقة فجة كلها استعلاء وممارسة التامخزنيت وبعيدا عن اللياقة والآداب والاحترام الواجب؟
آش دير مع موظفة عوض أن تبادرك بالتحية تعطيط بظهرها ويمناها على كااااس مشبشب ويسراها تلوي شي ملوية مدهونة بالزبدة والعسل وعلى مكتبها وبين أوراقها الحرشة مغيساهااا بالفرماج وسلووووو .؟
تكلم معاها ... احتج عليها ... والله عاا ل لقيتي شهودها منها ...
أن تفتح فمك إنما فتحت عليك الفصل 263 ..
وكثير من الحالات والمواقف أنت مجبر ومكره على تقبل الإهانة والتسويف والزكارااات ...
دير فيها عااايق وفاااهم فأنت تمارس "إهانة موظف "
إن المشرع المغربي مطالب بإعادة النظر في هذا الفصل لسببين إثنين :
1- إبطال التمييز بين الموظف العمومي والمواطن المغربي وهذا التمييز وإن لم يكن صريحا فهو مبطن ولم يتم الإنتباه إليه (ربما).
2- والإهانة كما هي مرفوضة في حق الموظف مرفوضة في حق المواطن لأن الموظف مواطن والمواطن قد يكون موظفا فلا نقبل الإهانة لأي منهما ولو أنهما "وااااااااااااااااحد "
ف "إهانة موظف ربيبة ل "كل ما من شأنه" وقد حان الوقت لإلحاق الربيب لمتواه الأخير لمجاورة "كل ما من شأنه" باااش ما يبقاااش فيه الحال ويتأسف لخلو مكانه وتوأمه باااقي كيزعرط بيننا.
 
سعيد عاتيق، فاعل حقوقي