على إثر فاجعة الزلزال التي ضربت إقليم الحوز والمناطق المجاورة، ما رأيك في الكيفية التي ينبغي اعتمادها في إعمار المناطق المنكوبة بكلفة أقل وجودة احسن؟
إعادة إعمار ما دمره زلزال الحوز بتكلفة أقل وبجودة أفضل أمر ضروري. والقيام بذلك، يجب علينا اختيار أساليب البناء المستدامة والفعالة. أو التقنيات التي تجعل من الممكن تسهيل عمليات الصيانة. وبهذا المعنى على وجه التحديد، تمكنت الشركات في المغرب من تطوير عمليات مبتكرة تخضع لنموذج اقتصادي مثير للاهتمام للغاية بهذه المناطق، والتي تعتمد إما على استخدام مستحلبات الزفت أو استخدام من الإسمنت ويتضمن ذلك اعتماد المواد المتاحة محليًا لتقليل التكاليف. ويجب علينا أيضًا الاستثمار في تدريب القوى العاملة المحلية لضمان الجودة المثلى. ويتكون هذا النموذج الاقتصادي من تدريب السكان المحليين، وتزويدهم بالوسائل الأساسية للعناية بصيانة هذه الطرق بأنفسهم. إنه نموذج أعطى بالفعل نتائج حاسمة في بعض البلدان الإفريقية ويعمل بشكل جيد.
تهميش السلطات العمومية لمنطقة الحوز على مر السنين نتج عنه مناطق معزولة صعب معها إيصال المساعدات وإسعاف المنكوبين في وقت معقول، ماهي الطرق التي ينبغي أن تفتح وتشق كطرق جديدة لفك العزلة عن الساكنة؟
الموقع الجغرافي والجبلي للحوز يتطلب تخطيطاً دقيقاً للطرق. ولكسر عزلة السكان، ينبغي لنا أن نفكر في إنشاء طرق استراتيجية تربط المناطق المعزولة بالمراكز الحضرية. وهذا من شأنه أن يعزز الوصول إلى الإغاثة في حالات الكوارث لأنه كما تعلم، لا يمكننا إيصال المساعدات في غياب الطرق أو في حال انقطاعها.
فإن حسن سير شبكة الطرق أمر ضروري ويحفز التنمية الاقتصادية. وينبغي تصميم الطرق بحيث تتحمل الظروف الجيولوجية المحددة للمنطقة، مع إيلاء اهتمام خاص لمخاطر الفيضانات والزلازل.
هذه المناطق الجبلية معروفة بالفيضانات والزلازل، فهل ينبغي إنجاز نفس الطرق بنفس العملية ببوزنيقة و الرحامنة وسباتة.. الم يحن الوقت لإنجاز الطرق بشكل يراعي خصوصية المنطقة الجبلية؟
أنت على حق في التأكيد على ضرورة تكييف بناء الطرق مع خصوصيات المناطق الجبلية. وينبغي تصميم الطرق في هذه المناطق مع الأخذ في الاعتبار الخصائص الجغرافية والمناخية الفريدة، وذلك باستخدام التقنيات الهندسية المناسبة. وقد يشمل ذلك تدابير الوقاية من الانهيارات الأرضية، والجدران الاستنادية، وأنظمة الصرف الفعالة. التخطيط الدقيق ضروري لضمان سلامة واستدامة البنية التحتية في هذه المناطق.
باختصار، يجب أن تتم إعادة إعمار الحوز بعد الزلزال باتباع نهج شامل، مع الأخذ في الاعتبار الاحتياجات المباشرة للسكان والقدرة على الصمود في مواجهة المخاطر الطبيعية على المدى الطويل. وسيتطلب ذلك تنسيقًا وثيقًا بين السلطات المحلية وخبراء البناء والمجتمعات المحلية والمقاولات المغربية والتي أبانت بهذه المناسبة عن علو كعبها. حيث قامت منذ الساعات الأولى بعد هذه الفاجعة بعمل جبار لفتح الطرق المتضررة وبوسائل هائلة تبعث على الافتخار بالمقاولة الوطنية وبتنسيق مع مصالح ومديريات وزارة التجهيز والماء...
بوشعيب سفير، رئيس الجمعية المغربية للطرق ومشهد لما خلفه زلزل الحوز من دمار