حسن بنجلون إنسانيا راق جدا، وهذا ما لامسته البارحة أثناء تجاوبه مع الجمهور، تقبله للنقد واحتضانه للرأي الآخر بصدر رحب جعل الكل يحترمه وخصوصا عندما وجه سهامه إلى نفسه أي انتقد نفسه دون جلدها طبعا، بل أكثر من هذا هو يدرك أن هناك من لا يعجب بأفلامه، كما أن هناك من يعجب بها، وهذه هي سُنّة السينما.
حسن بنجلون نموذج للسينمائي والمخرج المتصالح مع نفسه، قال الكثير في اللقاء، قال أكثر مما يمكن أن يقوله أي ناقد اتجاهه واتجاه أعماله، وهذا مايجعلني شخصيا أحترمه وأقدره لأنه لا يشخصن النقد بل يفصل بين ماهو شخصي وماهو عملي، وهذا مانحتاجه في مجالنا السينمائي، فهناك مرضى كلما انتقدت عملا من أعمالهم أعلنوا عنك الحرب لأنهم جاهلون وفاشلون بكل بساطة، والفاشل دائما يبحث عن مبرر لفشله ويعتقد أن العالم كله يتآمر عليه، وهو مجرد نكرة لا يساوي جناح "خرية" من "خراء" بعوضة.
حسن بنجلون زميلي ورئيسي في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لهذا المهرجان، ولمست عن قرب مدى عفويته وإنسانيته وتقبله للنقد حتى لو كان حادا، ولأنه مخرج مخضرم مر بتجارب وله خبرات عدة ناقشنا بعض الحالات السينمائية المستعصية بكل احترام، حتى أنه قال لولا دودة السينما لتوقف منذ زمان عن ممارستها.