ملامح هوية جديدة تُنحت للقاضي عياض في كلية أصول الدين بتطوان !

ملامح هوية جديدة تُنحت للقاضي عياض في كلية أصول الدين بتطوان ! مشهد من الجلسة الختامية للندوة
أُسدل الستار يوم الخميس 23 فبراير2023، على ندوة " مثارات الفرادة والعطاء في تراث القاضي عياض السبتي؛ دراسات معرفية وقراءات نقدية"، التي احتضنتها كلية أصول الدين، يومي 22 و23 فبراير 2023 بتطوان، بمناسبة مرور 900 سنة على وفاة الإمام العلامة القاضي عياض اليحصبي السبتي دفين مراكش( 544ه‍)، نظمتها "شعبة الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة"، و"شعبة أصول الدين وتاريخ الأديان"، و"مركز دراسات الدكتوراه:الدراسات العقدية والفكرية".
وقد توزعت أشغال هذه الندوة العلمية الدولية، على ست جلسات.في اليوم الأول،كانت الجلسة الأولى حول "قراءة في جهود القاضي عياض في علوم الوحي (القرآن والسنة)".والثانية حول "جهود القاضي عياض في الحديث والفقه وأصوله". والثالثة حول"جهود القاضي عياض في التاريخ والسيرة".
 
وفي اليوم الثاني ،كانت الجلسة الرابعة حول"جهود القاضي عياض في العقيدة والتصوف". والخامسة حول"قضايا معرفية  وأدبية من خلال تراث القاضي عياض". والسادسة حول "تراث القاضي عياض؛ الإمداد والاستمداد".
هذه الندوة التي تميزت بكثافة عروضها، وبمشاركة واسعة من الجامعة المغربية،ومن قطر والإمارات وتركيا ومصر وليبيا، فسحت كذلك المجال لباحثين شباب من الكلية للتمرس الأكاديمي ونسج علاقات علمية، مع ذوي الخبرة في هذا الباب.كما فتحت مساحة إحاطاتها الواسعة، للطلبة الباحثين، آفاق لمشاريع بحثية مستقبلية.

وقد استقطبت هذه الندوة إلى جانب الطلبة والمهتمين، حضور شخصيات، من المؤسسة العلمية، ومن مندوبيات الشؤون الإسلامية، ومن مراكز البحث التابعة للرابطة المحمدية للعلماء، بالإضافة إلى  الأستاذ المؤرخ سي امحمد بنعبود. واحتضان رئاسة جامعة عبد المالك السعدي لها.
وإذا كان لا بد من ذكر موضعة قراءة القاضي عياض في باب التكامل، بين الرؤية التركيبية والتفصيلية، فلا بد من الإشارة إلى العرض التركيبي للأستاذ محمد السرار، وفي باب التفاصيل، بما جاء في عرض الأستاذ محمد علا من حفريات، مما سييسر مهمة الوصل بمستويات موطإ ابن وتومرت وعملته، ومن ثم سيفتح آفاقا أرحب لإعادة قراءة القاضي عياض، كما هو في سياقه التاريخي، بعيدا عن التنميط الإيديولوجي.
 
وفي باب التنوير بأرخبيلات القاضي عياض المعرفية، من نافذة تمثلات الإستعراب الإسباني، كان عرض الأستاذ محمد بلال أشمل..وإشراقات أخرى!
بقيت إشاراتان في هذا الرصد: الأولى، أنه يصعب من الناحية الأكاديمية إلباس القاضي عياض جلباب المعارضة للموحدين، على الأقل دون التمييز في الموحدين، بين ابن تومرت العالم الصوفي، وبين بني عبد المومن الذين انقلبوا على الميراث التومرتي. كما تصعب  قراءته بإسقطات مفاهيم الإسلام السياسي.

الثانية، تتعلق بمفردات التشويش على مجهود  كبير تطلبته هذه الندوة في الإعداد  والتسيير. ويتعلق الأمر بتسجيل حالة من الزواحف الوقتية، يكفي لتعلو منصة، لتخوض فيما لا يعنيها كخطاب أو تنظيم، لتبرر من منطلق "كاري حنكو" الإسقاط الإديولوجي الأصولي على القاضي عياض باسم الرؤية النقدية. فهذا التزلف لجهة خفية، من مدخل التعقيب، هو ما سيحرج الكلية بشأن نوع النخب التي تنتجها، وبأي قيم، والحال أنها نخب تغذي الحقل الديني والتربوي في البلاد؟