وحيد مبارك: الاتحاد الاشتراكي .. نضالات للوطن

وحيد مبارك: الاتحاد الاشتراكي .. نضالات للوطن وحيد مبارك

قدّم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مرّة أخرى درسا تاريخيا في سجّل دروس النضال الوطني، بتنظيمه لتجمع حاشد في قلب الصحراء المغربية المباركة، حيث كانت مدينة العيون الأبيّة على موعد وطني، نضالي، سياسي، موعد مغربي بكل الخصوصيات والتفاصيل، مع قيادات الحزب في كل التنظيمات الحزبية الوطنية والمؤسساتية، يتقدمهم الكاتب الأول الأستاذ ادريس لشكر، الذين حجوا إليها بكل الاعتزاز وقرروا أن يصلوا الحاضر بالماضي وأن يجدّدوا رابطة الوطنية التي تربط كل المغاربة على امتداد جغرافية المملكة، من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، وأن يذكّروا رفقة الاتحاديات والاتحاديين في صحراء العز والوحدة، صحراء النخوة والشرف، بحجم الارتباط المتين التاريخي والمجالي على حد سواء، الممتد منذ ما قبل استقلال المغرب إلى اليوم، الذي جعل ولا يزال، بل وبشكل أكثر متانة، من الصحراء المغربية قطعة من قلب كل مواطن مغربي، داخل وخارج أرض الوطن.

حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي جعلت قيادته الوطن أولوية الأولويات، الذي تذوب فيه الذات والأنانيات، وحرصت على أن يكون كل نضال وكل فعل سياسي وكل استحقاق لأجله، وحين تم اختيار شعار الوطن أولا في الاستحقاقات الانتخابية لم يكن الأمر نوعا من أنواع الترف، أو مجرد شعار عابر لدغدغة المشاعر، بل ترجم فعلا القناعة التي تكوّنت لدى أجيال الاتحاديات والاتحاديين من معركة الاستقلال إلى اليوم، هذه القناعة التي هي عنوان على مجموعة من القيم النضالية التي يتشبّع بها بنات وأبناء الحزب ويحرصون على ترجمتها في كل المواقع التي يتواجدون فيها وفي كل المحطات، الداخلية منها والخارجية.

فعل نضالي مستمر وممتد في الزمان والمكان، لا تتوقف مسيرته، وهو ما جعل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يكون حاضرا في كل المسيرات النضالية لأجل الوطن، وهو ما تبيّنه عدد من المحطات، ويكفي التذكير بالتكريم الذي حظي به الحزب في شخص الكاتب الأول الأستاذ ادريس لشكر في المؤتمر 26 للأممية الاشتراكية، هذا الحدث العالمي الذي عرف انتخاب الأخت خولة لشكر نائبة لرئيس الأممية، وشهد عقد الكاتب الأول لمجموعة من اللقاءات المهمة مع كبار المسؤولين في إسبانيا والبرتغال وغيرهم، التي كان محورها الوطن وقضيته الأولى.

عمل حزبي دؤوب في كل الواجهات، أسست له قيادة الحزب منذ المؤتمر الوطني إلى اليوم، ويكفي أن نشير إلى أنه في نفس الأسبوع الذي ودعناه والذي تميز بتنظيم لقاء العيون التاريخي، فقد تم استقبال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في جمهورية الشيلي من طرف الكاتب الأول رفقة وفد من المكتب السياسي، وقبل ذلك تم عقد دورة المجلس الوطني التي حدّدت مواقف الحزب داخليا وخارجيا، وقبلها نظم الاتحاد الاشتراكي يوما دراسيا في 18 يناير في مقر مجلس النواب حول تطورات القضية الوطنية وجهود الديبلوماسية الموازية، المكتسبات ومتطلبات الترصيد، دون إغفال حضور واشتغال الشبيبة الاتحادية على صعيد شبكة ألمينا لاتينا، وعقدها لمؤتمرها الوطني ثم البرنامج الذي سطّرته لاحقا.

ولأن النضال من أجل الوطن يعني كذلك النضال من أجل ترسيخ الحقوق والدفاع عنها، فقد احتضن الحزب بمقره المركزي تزامنا ولقاء العيون دورة تكوينية نظمها قطاع المحامين الاتحاديين حول دور المحامي في المسار التشريعي، وقبلها نظم الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين مع قطاع المحامين الاتحاديين ندوة حول إصلاح مهنة المحاماة وأوضاع القطاع ، والتي تميزت بمداخلة قوية ومهمة للكاتب الأول الأستاذ ادريس لشكر. ولأن الحقوق هي عامة وشاملة وتقوم على أساس المساواة، جاء البرنامج الغني لمنظمة النساء الاتحاديات الذي انطلق قبل مدة على الصعيد الوطني، الذي عرف مشاركة عدد مهم من الفاعلين والمهتمين، نساء ورجالا، وتتواصل ندواته ومحطاته في سائر العمالات والأقاليم، آخرها محطة العيون أمس الأحد، دون إغفال الخطوات التنظيمية التي رافقت الإعلان عن خارطة طريق الحزب الجهوية والإقليمية من طنجة، وكذا مسيرة تعزيز وتقوية التنظيمات المحلية الحزبية والموازية، وضمنها الهيئات الخاصة بالمستشارات والمستشارين الاتحاديين في المجالس المختلفة.

دينامية حزبية، لفترة بسيطة زمنيا، هي بعض من الكل، لحزب وطني، ديمقراطي، حي، بنسائه ورجاله، بشبانه وشاباته، وبكل مناضلاته ومناضليه، الذين يشتغلون بنكران ذات كبيرة لأجل الوطن أولا وأخيرا، بحضور قوي في مختلف وسائل الإعلام، قيادة ومناضلين، وعلى مستوى المؤسسة التشريعية وفي المجالس المنتخبة. حضور تكون فيه القوة للكيف وللقيمة المضافة التي يمكن لكل اتحادي واتحادية أن يقدمها ولكل فكرة يمكن أن يبدعها ويكون من ورائها، لأجل الذات الجماعية لا الفردية، لأجل الوطن، وهي المسيرات التي وبكل تأكيد ستتواصل.