لوحظ الغياب الكبير لوزارة الثقافة ووزيرها محمد الصبيحي فيفعاليات أشغال المهرجان الوطني الرابع للوتار المنظم من طرف جمعية المغرب العميق لحماية لوتار. إذ أثار غياب هذه الوزارة التي تعنى بالثقافة عن هذه الدورة، الشيء الذي جعل الفنانين المشاركين يثيرون هذه القضية في الندوة التي احتضنتها قاعة البلدية بسطات. ورأى البعض أن هذا الإقصاء الممنهج من طرف الوزارة يحمل دلالات كون المسؤولين لا يعتنون بثقافة الهامش التي يمثلها آلة لوتار، وينظرون إليها نظرة دونية ضدا على الدستور الجديد الذي يدعو إلى الاهتمام بالتنوع الثقافي. وأكدت بعض المداخلات أنه في الوقت الذي كان من المفروض في الحكومة أن تعيد الاعتبار لهذا المكون الثقافي الذي يجسدركائز الهوية المغربية، تتعامل معه بتجاهل تام، كأن الأمر فيه تصفية حسابات مع منطقة الشاوية التي كانت محطة عبور للقوافل عبر التاريخ ومعبر ومركز حضارات وبطولات ضد الاستعمار الأجنبي.. لكن في الآن نفسه حرصت حكومة عبد الالة بنكيران، من خلال العديد من وزرائها، على الحضور القوي في مهرجانات أخرى سواء في موازين أو تيميتار أو مهرجان كناوة أو الموسيقى الروحية. احد المعلقين الظرفاء صرح قائلا: ماذا كان سيكون الأمر معه لو كان الراحل إدريس البصري ما زال على قيد الحياة وبكامل صلاحياته، سيكون الأمر مختلفا تمام،ا وستجد كل الوزراء يتسابقون لحجز مقاعدهم، ولو في الصفوف الخلفية، ولكانت سطات بالنسبة إليهم هي مهد الفن والحضارات.
جلال كندالي، الكاتب العام لجمعية المغرب العميق