بوزيد: النبش في سير الأعلام والقبائل في الصحراء مثل السير في حقل ألغام

بوزيد: النبش في سير الأعلام والقبائل في الصحراء مثل السير في حقل ألغام لغلا بوزيد
قال لغلا بوزيد، الباحث في التراث الحساني بالأقاليم الجنوبية أن الإساءة إلى نسب الشيخ سيد أحمد الركيبي إساءة مزدوجة، فبقدر ما أساء العمل السينمائي موضوع الساعة  إلى قبيلة صحراوية طيبة الأرومة، أساء أيضا إلى البحث الأكاديمي مادام السيناريست قد كتب تدوينة براءة ذمته من اقتراح اسم المتدخل المسيء الذي سكت عن ذكر اسمه الساكتون، وكان أحرى به أن يذكر كما ذكر اسم رئيس المركز السينمائي المقال من مهامه.

وأضاف لغلا، أن النبش في سير الأعلام والقبائل والتاريخ الراهن عموما، مثل السير في حقل ألغام، ينبغي للسائر فيه أن يتحرى مواطئ أقدامه، فالكذب والافتئات في كل الأحوال لا يصمد طويلا، لأن تغييب أهل الرواية والدراية عن كل عمل سينمائي ذي صبغة ثقافية، يجد تربته الخصبة في الريع والرغبة في الاستئثار بما تجود به خزائن المال العام.

وتساءل الباحث، ماذا سيخسر القائمون على إخراج عمل سينمائي يتعلق بزوايا العلم في الصحراء، لو اعتمدوا في انتقاء المستجوبين على ذوي المعرفة والاختصاص ممن صدرت لهم كتب يعرفها المنكبون على القراءة كما يعرفون أبناءهم؟ وأعطى أمثلة لذلك، برحال بوبريك، "الذي نعتز بكفاءته العلمية وكتب عدة كتب لم تغب عنها شمس أولياء الصحراء (رجالا ونساء)، كما صدر للمخصرم إدريس نقوري كتاب استقصى فيه سير أولياء الصحراء، ومنهم الشيخ الولي سيد أحمد الركيبي. 

وصدر للباحث الشاب إعيش إبي الطيب كتاب مهم في شعر القبائل (شعر قبيلة الركيبات)، فضلا عن كتابه الأخير، مساهمة في التاريخ الاجتماعي لقبيلة الركيبات, ولمحمد دحمان كتاب حول أحد مجاهدي الركيبات الأفذاذ (اسماعيل ولد الباردي). والقائمة طويلة.

لكن، الحقيقة الضائعة (حسب تعبير الصحفي المخضرم الراحل مصطفى العلوي) أن جشع معظم شركات الإنتاج التلفزي والسينمائي، يدفعها إلى تقدير خاطئ.. وما كل ما يعلم يقال"، وفق تعبير الباحث لغلا بوزيد.