الدكتور كرين يقرأ دلالة الحضور المحتشم للمغرب في القمة الصينية العربية

الدكتور كرين يقرأ دلالة الحضور المحتشم للمغرب في القمة الصينية العربية الدكتور كرين ومشهد من القمة الصينية العربية
تحتضن العربية السعودية يوم الجمعة 9 دجنبر 2022، القمة العربية الصينية للتعاون والتنمية، والتي عرفت حضور رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، لتمثيل الملك محمد السادس.
وفي تعليق له، أكد مصطفى كرين، رئيس "مركز الدراسات الاستراتيجية آسيا الشرق" على أهمية القمة العربية الصينية للتعاون والتنمية، والتي ستتمخض عنها عددا من الاتفاقيات، والاستراتيجيات الهائلة، وبعيدة المدى.
وأشار كرين أن من بين هذه الاتفاقيات المهمة، توأمة مشروع السعودية 2030، ومشروع الحزام والطريق، والذي تم توقيعه الخميس 8 دجنبر 2022، و"حتما سيتم إطلاق يد السعودية في كامل منطقة مينا، كما وقعت الإمارات، ومصر، بدورهما اتفاقيات هائلة بهذا الخصوص، في الوقت الذي لم يلتحق فيه رئيس الحكومة إلا في نهاية يوم 8 دجنبر 2022، أي قبل يوم من نهاية فعاليات المؤتمر، وحل وحيدًا بالقمة، مما يؤكد غياب أي برنامج، أو مشاريع أو اتفاقيات لمناقشتها وتوقيعها" .
وزاد الدكتور كرين  قائلا:" صراحة هناك شيء ما يؤرقني، ولا أستطيع فهمه بهذا الخصوص، إلى متى سنستمر في تجاهل الواقع السياسي، والجيوستراتيجي الجديد الذي يعيشه العالم؟، وإلى متى سنظل نتجاهل أن العالم قد أصبح رسميا ثنائي الأقطاب، وأن مصلحة المغرب كما كانت دائما تتمثل في التمسك بدرجة عالية من الحياد، وأن تجاهل القطب الشرقي، أو معاداته قد تكون شأنا أمريكيا- أوروبيا، ولكنها حتما ليست شأنا مغربيا".
رئيس "مركز الدراسات الاستراتيجية آسيا الشرق"، أبرز أيضا أن القطب الشرقي يعمل بشكل حثيث على هيكلة نفسه سياسيا، واقتصاديا من خلال العديد من المؤسسات، والمنظمات مثل بريكس، ومنظمة شنغهاي للتعاون، والمؤتمرين الصيني الإفريقي، والروسي الإفريقي، والتركي الإفريقي، وحاليا المؤتمر الصيني العربي، والعديد من المؤسسات الأخرى حتى المالية منها مثل البنك الآسيوي للاستثمار في البنيات التحتية ..".
وأفاد كرين أن هذه المنظمات تظل مفتوحة في وجه دول مثل المغرب، إلا أن غياب هذا الأخير الغير مفهوم عن فعاليات هذه الملتقيات، يجعله رهينة لأجندات ليست في مصلحته بالضرورة، بل إن الأوروبيين، والأميركيين أنفسهم يخوضون مفاوضات في السر، والعلن من أجل علاقات اقتصادية، وسياسية، متينة ومفيدة مع الشرق، في الوقت الذي قامت دول أخرى قريبة منا مثل مصر، والسعودية، والجزائر، والإمارات، والسنغال، ونيجيريا، والأرجنتين، وجنوب إفريقيا، بصياغة علاقات متوازنة مع قطبي مجلس الأمن غربا وشرقا. 
يشار إلى أن القمة العربية الصينية الأولى، تمثل محطة بارزة في مسيرة الشراكة الإستراتيجية بين الدول العربية والصين، وستناقش سبل تعزيز العلاقات المشتركة في كافة المجالات، وبحث آفاق التعاون الاقتصادي والتنمية، وذلك انطلاقا من العلاقات المتميزة التي تربط الطرفين.
وتعد هذه القمة آلية تعاون مهمة لتطوير سبل التبادل والخبرات بين الجانبين ومواجهة التحديات والمتغيرات الدولية الراهنة سواء على الصعيد السياسي، أو الاقتصادي أو الثقافي، بما يعود بالنفع على الدول العربية والصين والعالم أجمع.