بوصوف: الحكومات المتعاقبة ما زالت منذ 2011 لم تقم بتنزيل بنود الدستور بخصوص مغاربة العالم

بوصوف: الحكومات المتعاقبة ما زالت منذ 2011 لم تقم بتنزيل بنود الدستور بخصوص مغاربة العالم الدكتور عبد الله بوصوف خلال حوار له مع قناة ميدي1
على خلفية تالق المنتخب المغربي لكرة القدم في مونديال قطر بتركيبته الغنية بمغاربة العالم؛ واستحضارا لمضامين الخطاب الملكي بمناسبة ثورة الملك والشعب الذي وجه فيه الملك محمد السادس تحية إشادة وتقدير لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج على ضوء جهودهم في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، وضرورة مواكبة كفاءاتهم ومواهبهم ودعم مبادراتهم ومشاريعهم، أجرت قناة ميدي1 يوم الأحد 5 دجنبر 2022  حوارا مع الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، الدكتور عبد الله بوصوف.
 وذكر بوصوف في البداية بأننا نحس بالإفتخار بإنجازالفريق المغربي ،وبهذه الكوكبة من الأبطال المغاربة سواء الذين ينتمون إلى البلد اوإلى الجالية المغربية، فما حققه الفريق الوطني شيء فوق الخيال،لأنه دخل الصراع الكروي العالمي مع فرق عالمية كبيرة معروفة بنتائجها الإيجابية، فالفريق المغربي أبان بحق بأنه فريق كبير ويتميز بلاعبين يمتلكون تقنيات عالية  وكانوا فوق التألق لأنهم مكنوا المغرب من أن تكون صورته في أحسن الأمكنة؛ وحرصوا على رفع راية المغرب عاليا، ويكفي كمثال على ذلك اللاعب حكيم زياش  الذي كان في هولندا وعرض عليه الاختيار بين اللعب في صفوف الفريق الهولندي أوالفريق المغربي فاختار المغرب وقال إن دمائي ليست برتقالية بل حمراء تشبه علم بلدي،  وقد عبر عن قمة الحس الوطني لديه ولدى جميع اللاعبين ولدى الشعب المغربي قاطبة وضمنهم الجالية الذين خرجوا في جميع الشوارع المغربية وفي جميع المدن العالمية من أجل الهتاف عاليا بالنشيد الوطني، وهذا بطبيعة الحال يفتح الأمل واسعا للمغاربة، وبالتالي ما عشناه خلال هذا العرس الكروي  يطمئننا على المغرب وعلى مستقبله .
وحول الدور الذي يلعبه مغاربة العالم في الدفاع عن القضايا الكبرى التي تهم المغرب اوضح بوصوف بأن خطاب الملك محمدالسادس في ذكرى ثورة الملك والشعب كان خطابا تاريخيا أنصف الجالية عندما ذكر بمجموعة من الأشياء كما طرح عدة أسئلة خاصة على مستوى السياسات العمومية والاطار التشريعي وماهي المهام التاطيرية الواجب علينا القيام بها من الناحية التربوية والدينية ،ومن ناحية تسهيل الإستثمار وتبسيط المساطر الإدارية ؛ والإعتتاء بالشباب وخاصة ربط الصلة بكفاءات مغاربة العالم؛وقد اشاد الملك بهم لقيامهم بادوار طلائعية من أجل الدفاع عن القضايا الكبرى للمغرب ،وعلى رأسها  الصحراء المغربية والوحدة الترابية، وللتذكير فإن 139 من أفراد الجالية المغربية شاركوا في المسيرة الخضراء،  ولهذا غمغاربة العالم دائما  نجدهم في الصفوف الأمامية للدفاع عن الوحدة الترابية في كل المدن الأوروبية ، وامام مقرات المؤسسات الدولية من الإتحاد الأوروبي ومجلس الأمن والأمم المتحدة بل ويتواجهون وجها لوجه مع مرتزقة البوليساريو وأعداء الوحدة الترابية، ولا أدل على ذلك من الوقفات التي نظموها بمناسبة فتح المغرب لمعبر الكركارات وقد تعزز هذا الارتباط  بالوطن وهذه الأدوار في الدفاع عنه بالنسبة للجيل الثالث والرابع من الجالية؛ ولذلك فالملك مدرك بهذه التضحيات التي يقوم بها  مغاربة العالم . 
وعلى مستوى آخر ابرز الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج أن المعالجة الإعلامية لقضايا الجالية مازلت موسمية، وترتبط ببعض الأحداث عندما بخطب الملك أو عندما يكون هنالك حدث عالمي كبير، كما ان قضايا الجالية ليست حاضرة بشكل دائم في الخطاب السياسي في الوقت الذي نسجل فيه أن عطاء مغاربة العالم مستمر بشكل يومي ويشهدعلى ذلك التحويلات القياسية التي يقومون بها والتي ستصل في آخر السنة 2022 إلى 11 مليار درهم ، هذا رقم كبير جدا بالمقارنة مع الأزمات التي يشهدها العالم الان ؛وأذن من الناحية السياسية لا زلنا نلاحظ نقصا كبيرا في التعاطي مع مطالب وانتظارات مغاربة العالم، وما فتيء الملك يوصي بالإهتمام بالجالية ويصدر تعليماته بهذاالخصوص ،لكن الحكومات المتعاقبة منذ 2011 إلى يومنا هذا لم تقم حتى بتنزيل بنود الدستور في هذا المجال. 
ووقف المتحدث بوصوف عند سؤال الهوية، فقال بأن ربط مغاربة العالم بالهوية مسألة أساسية ،فنحن في المغرب لدينا إمارة المؤمنين وهي مرجعية روحية والتي يمكنها أن تساهم في ديمومة ارتباط مغاربة العالم بالبلد ،ولا بد من بلورة عرض ديني يتوافق مع توجهات إمارة المومنين من أجل تمكين مغاربة العالم من الإحتفاظ بهويتهم الدينية المغربية،  وفي نفس السياق  أشار بوصوف أن عرضنا الثقافي لا زال لم يصل إلى ما ننتظره من الجالية لذلك طالبنا منذ زمان بضرورة  خلق وكالة ثقافية تتولى العرض الثقافي،وهذا ما أكدت عليه لجنة النموذج التنموي في تقريرها الأخير، ونتمنى أن ترى هذه الوكالة الثقافية النور في القريب العاجل لأن الجالية في أمس الحاجة اليها،، وكذلك يجب علينا أن نعمل على تمكين مغاربة العالم من التواصل بخصوص وثائقهم الإدارية  عبر توسيع عالم الرقمنة وكذلك انطلاقا من تبسيط المساطر المعقدة سواء فيما يتعلق بقانون الأسرة  أو بالإستثمار و العقار  الذي ما زال معضلة كبيرة بالنسبة لمغاربة العالم.