صافي الدين البدالي: في ذكراه.. روح المهدي تلاحق  قتلته

صافي الدين البدالي: في ذكراه.. روح المهدي تلاحق  قتلته صافي الدين البدالي
تحل هذه السنة  الذكرى 57 على اختطاف و استشهاد المناضل الأممي المهدي بن بركة. و لا زالت الحقيقة غائبة عن ظروف اختطافه واغتياله من طرف النظام المغربي على يد السفاك أوفقير وشريكه السفاك الدليمي و بمساعدة المخابرات المغربية وعملائها في أوروبا؛ و المخابرات الفرنسية والأمريكية و الصهيونية؛ وظلت الإشاعات المخابراتية المغربية والصهيونية هي السائدة التي تسعى إلى طمس الحقيقة وخلق نوع من الإرتباك والتردد حتى ننسى وينسى العالم هذه الجريمة النكراء في حق مناضل أممي من أنصار حركة التحرر العالمية.
لقد ظنت الأنظمة التي تآمرت  على حياة المهدي بأن تنتهي أفكاره بانتهاء حياته، وظنوا بأن  روحه لن تطاردهم ولن تلاحقهم حتى نهاية التاريخ.إنه لم يكن اعتباطيا في قراراته أو ارتجاليا في خطواته السياسية والنضالية، بل كان الرجل الذي يمتلك قوة الإنخراط والإقناع،لأنه ابن المدرسة الوطنية من المسيد إلى المدرسة العصرية ثم الجامعة.ولأنه كذلك تربى في أحضان حركة التحرير الوطنية ضد الإستعمار الفرنسي متشبعا بنظريته التي هي أن الاستعمار هواحتلال ظالم وغاشم وضد الإنسانية وحقوق الشعوب، وهي نظرية ملأت أرجاء المعمور.لم يستسلم إلى قوة الإغراءات و لا للشهرة أوالمناصب ، بل استمر في تحركاته داخل الوطن وخارجه حاملا رسالة عنوانها التغييروالتحرير من الإستعمار والتصدي لمشروع الامبريالية/ الصهيونية .
إنه الرجل الذي تشبع بقيم الحرية والإنسانية وسلك نهج الثورة على الأنظمة الرجعية والتحرر من الإستعمار ومن فلوله .لم تكن له نظرية المؤامرة كما يدعي خصوم الشعب المغربي بل خصوم كل الشعوب التواقة إلى التحرر والإنعتاق من التبعية والهيمنة التي تفرضها الدول الإمبريالية/الصهيونية على العالم .في هذا السياق كان يتحرك الشهيد المهدي بين الدول والشعوب حاملا مشروعا يجيب على ما سوف تحمله الأيام القادمة، وما هي سبل مواجهةأهداف الإمبريالية التي تسعى إلى اضطهاد الشعوب المستضعفة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وتستمر في استنزاف خيراتها الطبيعية واستعباد أهلها .لقد توصل الى أن هيمنة الرجعية لا  تخدم إلا مصالح الرأسمالية  المتوحشة والإستعمار الجديد ، هذا الاستعمار الجديد الذي ظل يحذر من مخاطره في كل مناسبة. لقد فطن الشهيد المهدي لهذه الأمورالتي كلفته ورفاقه في الدرب جهدا مضنيا من أجل  التحرير والعدالة  الاجتماعية .
وإذا كان المهدي يشكل تهديدا لمصالح الرجعية في البلاد و في كل مكان ،فإن هذا التهديد لم يكن أخف وطأة على الحركة الصهيونية وفي مقدمتها الدول الإمبريالية /  الإستعمارية، لقد اعتبرت هذه الأوساط بأن المهدي أصبح  قوة تهدد مصالحها الإقتصادية والإستراتيجية بفعل تحركاته وأنشطته التي كانت لا تنتهي والتي امتدت الى دول عربية وغربية وآسيوية وإفريقية؛ وما زاد الأوساط الصهيونية و اذنابها رعبا هو أن المهدي جعل من القضية الفلسطينية قضية مركزية. فالمهدي كان واحدا من الشخصيات العملاقة المتنورة التي زخرت بها القارات الإفريقية والآسيوية وأمريكا اللاتينية في النصف الأول من القرن العشرين وبعده بسنوات، أمثال ماوتسي تونغ، وهوشي منه، وغاندي، ونهرو، وجمال عبد الناصر،  وسكوتوري.و لقد كان من رواد عقد مؤتمرالقارات الثلاث في كوبا، وهو مؤتمر كان سيجيب على متطلبات الدول التي نالت استقلالها أو في طريقها إلى ذلك.وهو الذي أكد بأن الإحتلال العسكري لبلد ما، ليس ضروريا لاستمرار السيطرة عليه، لأن الإستعمار «قد يحقق أغراضه بدون إقامة قوات احتلال عسكري».ومن تم كان يرى بأنه لا استقلال يذكر دون الإستقلال السياسي والإقتصادي و الإجتماعي والثقافي. وبأن العالم لن يستقربوجود التبعية والهيمنة واستغلال الشعوب واستضعافها ..من أجل هذا كله تحركت الحركة الصهيونية بتحالف مع الرجعية المحلية ببلادنا  للتآمر على حركة المهدي بن بركة في مواجهة الإستعمار الجديد والصهيونية. ومن أجل ذلك أخفوا الحقيقة على شعوب العالم، ومنهم فرنسا التي لا زالت تخفي الحقيقة و  التي على أرضها سالت دماء المهدي شهيدا من اجل الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية،ومن أجل الإستقلال الشامل للشعوب من الإستعمار، ومن الاستعمار الجديد ومن أجل القضية الفلسطينية .
البدالي صافي الدين قيادي بحزب الطليعة