ادريس المغلشي: مباراة الديربي البيضاوي.. هي فوضى! (مع فيديو)

ادريس المغلشي: مباراة الديربي البيضاوي.. هي فوضى! (مع فيديو) ادريس المغلشي ومشاهد للشغب عقب الديربي البيضاوي
الشغب الذي يجتاح لعبة كرة القدم محاولا نسف مقومات جمالها وجاذبيتها، بعدما  أصبحت الصور التي تصلنا تباعا من خلال وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي غير مطمئنة، تسائلنا جميعا إلى أين نحن نسير ؟ وما مصير كل الإستراتيجيات التي واكبت هذه الظاهرة المشينة  للحد منها؟. فهذه السلوكات المنحرفة تفسد كل مرة الفرجة والفرحة على حد سواء. ومامصير الميزانيات المرصودة والدعم للقضاء على الشغب؟. 
لقد فشلت كل المشاريع الدارسة للظاهرة ولم تستطع القضاء عليها وبقيت تجر وراءها أحداث مؤلمة، كالتالي شاهدناها عقب الديربي الأخير بين الواد والرجاء، عرفتها شوارع الدار البيضاء، حيث  لم تنفع معها كل  المناظرات والدراسات السوسيولوجية لإيقاف نزيف الشغب الرياضي. 
كلما برمج الديربي بين الغريمين الوداد والرجاء إلا ويضع المواطنون المحيطون بملعب الدار البيضاء، الذي عرف احتضان أكبر المباريات الوطنية والأفريقية والدولية،  يدهم على قلوبهم متمنين مرور الأمور بسلام. فرياضة  كرة القدم لم تعد كما تعلمنا في الصغر، أن الرياضة أخلاق ورسالة نبيلة تحقق الفرجة وتساهم في تحريك عجلة  الإقتصاد وتحافظ على سحرها من خلال ارتكازها على الفرجة. الصور القادمة من الدار البيضاء يوم الأحد المنصرم تعيد للأذهان أحداث سابقة خلفت ضحايا وخسائر و آثارا نفسية عميقة.
لكن دعونا من التشخيص فكل الصور توضح بجلاء مدى الهمجية والرعونة التي يتصرف بها شباب لم يجدوا مجالات بديلة لتفريغ طاقاتهم الزائدة. بل نتساءل مرة أخرى ما إذا كانت الاولترات كإطارات غير قادرة على احتواء فئة الشباب وتأطيرهم بشكل حضاري مؤشره التربية على الأخلاق واحترام الخصم. فماهو الدور الذي بقي لها ٦ن تقوم به؟ لن تنفع في ظل هذه الفوضى الترسانة القانونية ولا الأجهزة الأمنية امام هذا التسيب العارم فالمقاربة في ظل سلبية الجميع لوحدها لاتكفي. مايستفز صراحة في ظل ضعف الإمكانات بالمقارنة مع تزايد الشغب ومرتكبيه أن بعض الفاعلين في هذا المجال لا يقومون بأدوارهم الحقيقية المكملة لما تقوم به الأجهزة الأمنية .
خذ  كمثال ...!
فبعض وسائل الإعلام المسموعة على وجه الخصوص تتبنى معجما من الألفاظ التي تثير النعرات والخلاف في الإصطفاف وتأجيج المواجهات بمفردات تهييج لا تقدم سلوكا راقيا للمتفرج لكي يحترم الفريق الضيف لأنه يمثل فريقا له تاريخ واي سلوك مشين هو إساءة مباشرة له. الطاقم التقني وبعض نجوم الفريق في تصريحاتهم، خصوصا في لحظة الهزيمة تبرر وبمفردات تتهم جهات أخرى عوض تحمل المسؤولية، فهي الأخرى تساهم في التصعيد واللعب على تبرئة الساحة ودفع الجمهور لتبني مقاربة العنف.  شخصيا وانا أتابع بعض المفردات  للناخب الوطني كصورة تؤطر الجميع وهو يقدم تصريحا للإعلام سواء أثناء تقديمه من طرف الجامعة او بعد المبارتين الوديتين مفردات ربما لعدم اتقانه للغة العربية يتبنى في  كثير من تصريحاته الدارجة واستعماله غير الواعي أو بالفرنسية  ذات حمولة كبيرة من العنف من قبيل تكرار كلمات (القتال ...القوة ... الهجوم ... الإنزال...الاستعداد ...) كلمات قد تبدو طبيعية لكنها مجتمعة وبالطريقة التي يقدمها وهو يحاول تحفيز اللاعبين لإعطاء طابع القتالية والدفاع وشن الحروب، عن القميص،  والغيرة على الوطن، البعض من المتابعين يفهمونها في سياق آخر. وهنا يكمن الخلل .
فتصاريحنا تحتاج لنضج بيداغوجي يؤطر المواطن ولايثير لديه نعرات عنصرية، نحن في غنى عنها. فكلنا مسؤولون، جامعة، وفرق، ومدرسة وأجهزة أمنية، لإعطاء صورة تشرفنا جميعا. كفى من هذه الصور التي نشاهدها عقب كل مباراة الديربي البيضاوي...
رابط الفيديو هنا