مصطفى لمودن: مواجهة الإرهاب مسؤولية مجتمعية

مصطفى لمودن: مواجهة الإرهاب مسؤولية مجتمعية مصطفى لمودن
نقلت الأخبار يوم  الثلاثاء 4 أكتوبر 2022 أن الأجهزة الأمنية مشكورة ألقت القبض على خلية إرهابية خطيرة بمنطقة الناظور..
وهذا النوع من الخلايا لا يطلق عليه نعت الإرهاب سوى بعد ظهور الاستعداد لدى عناصرها للشروع في القتل والتخريب. وغالبا ما تظهر عندهم أجهزة ومعدات لذلك الفعل يكونون قد تحصلوا عليها، كما يكونون قد راكموا رصيدا من الاتصالات بينهم وبين عناصر في الخارج في إطار استعدادهم وتحولهم، ولا يخفى كذلك تصرفهم وسلوكهم اليومي المشوب بالريبة، سواء في شكل التعامل مع محيطهم القريب أو ما يعبرون عنه أحيانا من خلال الأنترنيت..
كل مرة يقع الإعلان عن مثل هذه الأخبار، ليظهر ان الآلة لا تتوقف وهي دائمة الإنتاج، وفي اي لحظة يتحول الفرد او جماعة من الأتراب ذوي نفس التوجه إلى "حركيين" يسعون لإيذاء الآخرين..
لا يصح أن تبقى الأجهزة الأمنية وحدها المعنية بمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، وسبق لرئيس المكتب المركزي للأبحاث القضائية، جهاز الأمن المتخصص في هذه الظواهر،  عبد الحق الخيام قبل وفاته، أن طالب مختلف مؤسسات التأطير  التعليمي والثقافي للقيام بواجبها، وكذلك  المثقفين... وهي دعوة وجيهة..
لكن بالمقابل لا تتوفر ضمانات، لا يمكن انتقاد الأسس التي يعتمدها أولئك الإرهابيون، كما ان جزء من مقررات التعليم يدعمهم بشكل او بآخر، يخلق لهم الحاضنة للتحرك.. فيرى التلميذ(ة) بعد إنهائه سلكا من التعليم نفسه أمام متناقضات خطيرة، هناك دروس تدعو لمثالية متعالية رابطة بين المقدس ومتنافرة مع متطلبات الحياة اليومية والعصرية.. فيحدث لديه نوع من التساؤل الذي لا يجد له جوابا، أين الحقيقة؟ ومنهم من يتقمص دور الضحية، فيرى أن محيطه والعالم ضده شخصيا، وضد العقيدة، وأن هناك من يحولون دون  تطبيق "المثال" الذي قُدم له بشكل يومي خلال دروس مكثفة بالتعليم!
وفي نفس السياق "يشحذ الهمم" دعاة بشكل يومي.. 
يمكن لأي متحدث علنيا في مثل هذه المواضيع أن يجد نفسه أمام المحكمة بعدة تهم منها تحقير الدين أو زعزعة عقيدة مسلم(ة).
صحيح ان اتباع سلوك وسطي هو الحل، واحترام العقائد شيء ضروري مادام ذلك يهم معتنقيها، لكن من اين يبدأ ذلك وأين ينتهي؟ لهذا كثير من المثقفين والكتاب والمدرسين يفضلون النأي بأنفسهم، وتبقى المواجهة للأمنيين وحدهم في مجال مرتبط أكثر بالثقافة والفكر، إلا مع حالات قليلة من كتاب يغامرون.