سوس: قائد يشعل النار في مدراء التعليم بأيت باها.. إليكم التفاصيل

سوس: قائد يشعل النار في مدراء التعليم بأيت باها.. إليكم التفاصيل مدير التربية الوطنية في اشتوكة أيت باها خلال تقديم معطيات الدخول المدرسي 2022/2023
فجرت مراسلة وجّهها قائد قيادة بلفاع (عمالة إقليم اشتوكة آيت باها)  إلى مدير مجموعة مدارس تقصبيت بالمنطقة غضب جمعية مديرات ومديري التعليم الإبتدائي بالمغرب، ندّدت خلالها الأخيرة بالطريقة التي اعتمدها القائد في مراسلة المدير بشكل مباشر من دون احترام التسلسل الإداري، مستنكرا ما وصف بيان المديرين بـ "الإتهامات الخطيرة التي تضمنتها المراسلة عبر اتهام المدير بإقحام المؤسسة في الحسابات السياسية".

 وبحسب مضمون القضية التي أثارت جدلا في الأوساط التربوية، التي اطلع عليها موقع "أنفاس بريس"، فإن قائد بلفاع (اشتوكة أيت باها)، وجه مراسلة إلى مدير المدرسة الابتدائية المذكورة بشأن التسجيل بالتعليم الأولي، حيث "حذر القائد مدير المؤسسة من إدخال المؤسسة في حسابات سياسية بعد رفضه تسجيل بعض التلاميذ في مقابل تسجيل تلاميذ آخرين بسبب ميولات أهاليهم السياسية، وورود أخبار للقائد بأن المدير تسلم لائحة قبلية من أحد النشطاء السياسيين بالمنطقة، مما دفعه إلى رفض كل من لم يرد اسمه في اللائحة".

ردّ فعل جمعية مديرات ومديري التعليم الإبتدائي كان سريعا، إذ اعتبر  بيان المديرين، الذي توصل موقع "أنفاس بريس" بنسخة منه أن رسالة القائد " لم تراع أدنى أدبيات التراسل الإداري من قطاع إلى قطاع، مستنكرين  بشدة ما تضمنته شكلا ومضمونا بسبب التجاوز الصارخ المرفوض للسلم الإداري المفروض احترامه من مسؤول ورجل سلطة في هذا المستوى، وعدم احترام عناصره ( غياب تذييل المراسلة بعبارات المجاملة الختامية)، إلى جانب التدخل السافر في اختصاصات  مدير المؤسسة الخاضعة لسلطة الرئيس المباشر المتمثل في المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالإقليم دون غيره".
 
واتهم بيان مديري اشتوكة أيت باها القائد بأنه " توجه يوابل من الاتهامات الباطلة المبنية على وشايات كيدية كاذبة ومغرضة دون التحري والتبين من صحتها  عبر اتهام  المدير بالانتقائية السياسية في عملية تسجيل التلاميذ بالتعليم الأولي، وهو ما نفاه المدير جملة وتفصيلا، وكذا  الجهل التام، وغياب المعطيات الخاصة بالتدبير التربوي عن القائد داخل المؤسسات التعليمية والخاضعة للبنية التربوية والمادية، خاصة في ظل رفع الوزارة الوصية لشعار الموسم الدراسي الحالي: من أجل مدرسة ذات جودة للجميع".
 
وبينما نبه بيان المديرين إلى أن مراسلة القائد "لم تتحرّ الحقيقة بالاعتماد على مصادر أحادية غير محايدة سياسيا"، أبدى المديرون "تضامنهم المطلق واللامشروط مع  مدير مجموعة مدارس تقصبيت في هذه النازلة الشاذة، مطالبين بالقطع مع هذه الممارسات البائدة، ومشيدين برجال السلطة النزهاء المتعاونين والمساهمين في إيجاد الحلول البديلة والمشتركة لمشاكل المؤسسات التعليمية بالإقليم، مقابل  استنكار أسلوب التعامل مع مدير المؤسسة موضوع المراسلة النشاز".
 
واستندت مراسلة قائد بلفاع، وفق منطوقها،  على "شكايات وردت على مصالح هذه القيادة بخصوص تسجيل بعض الخروقات في عملية تسجيل الأطفال بوحدة التعليم الأولي التابعة للمؤسسة المذكورة، والذين كانوا يعتزمون تنظيم وقفة احتجاجية أمامها ، لولا تدخل هذه السلطة في الوقت المناسب، مما اضطر القائد لدعوة مدير المدرسة لـ"العمل على تسجيل جميع الأطفال الذين تتوفر فيهم الشروط المطلوبة، الراغبين في الاستفادة من التعليم الأولي بالمؤسسة من دون انتقائية وبلا تمييز وتحقيقا لمبدأ تكافئ الفرص بين الجميع، والنأي بالمؤسسة التي تشرفون عليها عن كل الخلافات السياسية التي تعرفها المنطقة".

 وسارت مراسلة القائد إلى كشف معطيات تفيد أن "السلطة توصلت بلائحة قبلية من أحد الناشطين السياسيين بالمنطقة تتضمن أسماء التلاميذ الذين سيستفيدون من التسجيل بناء على ميولاتهم السياسية، ونظراً لما يعرفه الدخول المدرسي لهذه السنة من تحديات، فأنتم مطالبون بعدم إقحام هذه المؤسسة فيما من شأنه عرقلة الدخول المدرسي، كما أطلب منكم موافاتي بلائحة التلاميذ الذين تم تسجيلهم في التعليم الأولي تتضمن أعمارهم، والشروط التي اعتمدتم عليها في ذلك"، وفق لغة المراسلة ذاتها.

للتذكير فإن الدخول المدرسي الجديد 2022/2023 في اشتوكة أيت باها يشهد تعثرا نتيجة تأخر البناءات المدرسية وعدم جاهزيتها في شتنبر 2022 لاستقبال التلاميذ بسبب سوء التخطيط والبرمجة (سيدي بيبي نموذجا)، مع وجود خصاص وفائض متفاوتين في الموارد البشرية بين المؤسسات التعليمية وغيرها من الاختلالات التي رصدتها أعين السلطات، فضلا عن عدم قدرة مدبري القطاع على توفير شروط جيدة لتمدرس مدرسة الانصاف والجودة فعلا لا شعارا"، وفق تعبير مراقبين تحدوا لموقع "أنفاس بريس".