استقرار المغرب وسمعته بالخارج هواجس تحرك أجندات سياسية بغلاف حقوقي .. تقرير "هيومن رايتس ووتش" نموذجا

استقرار المغرب وسمعته بالخارج هواجس تحرك أجندات سياسية بغلاف حقوقي .. تقرير "هيومن رايتس ووتش" نموذجا إيريك غولدستين وأحمد رضا بن شمسي
مباشرة بعد إصدار منظمة "هيومن رايتس ووتش" لسردية سياسية بغلاف حقوقي حول المغرب، لا تعدو أن تكون تدويرا لمحتوى لا يقدم أي جديد، سوى تجميعه لخدمة أجندة واضعيه، نشر موقع المنظمة مقالا لإيريك غولدستين، نائب المدير التنفيذي للمنظمة – قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا يخفي في طياته بالأساس انزعاج المنظمة الصريح من سمعة المغرب بالخارج ومن كونه يشكل استثناء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
 
من قراءة المقال، تنكشف بعض خيوط تحامل المنظمة على المغرب، في ظل غياب منهجية موضوعية تحكم وتتحكم في إعداد تقاريرها، خاصة أن واحد من منجزي سرديتها الأخيرة الرئيسيين يوجد في حالة انتفاء صريحة، وهو ما يضرب موضوعية أي تقرير في مقتل. وهو ما سنورد أمثلة عنه في مايلي من…
 
لكن قبل ذلك، نعود لما ورد ضمن مقال نائب المدير التنفيذي للمنظمة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو أيضا واحد من المشرفين على صياغة تقرير المنظمة حول المغرب وعلى مراجعته وتحريره.
 
إيريك غولدستين يقول في مقاله إن الملك "حافظ على وتيرة الإصلاح"، لكن ليس من باب "نعم ولكن". ليس مهما، بالنسبة للمنظمة على لسان مسؤلوها بالشرق الأوسط، الحديث عن الاصلاح وتجلياته وانعكاساته وحتى انتقاده. ما أزعج المنظمة أنه أدى، وفقا للمقال، "إلى تلميع سمعة المغرب كاستثناء في منطقة تعج بالحكومات القمعية". 
 
ثم يعود المقال للتذكير أنه بعد عقد من الزمان، "أصبح المغرب مستقرا نسبيا وخاليا من العنف السياسي، لكنه لم يعد استثناء".
المقال القصير لم يكتف بذلك، بل ذهب يبحث في الأرشيف الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية (2009-2013) ليجد إشادة رسمية بالمغرب تصفه بأنه "رائد ونموذج" في الشرق الأوسط.
 
كيف سيكون لتطور حقوق الإنسان بالمغرب أولوية في أجندة منظمة مهووسة إلى هذا الحد بسمعة المغرب بالخارج. من وراء أجندة المنظمة ضد المغرب منزعج من "الاستثناء المغربي" ومن الإشادة بسمعته بالخارج.
 
الشيطان يكمن في التفاصيل
صاحب مقال "هيومن رايتس ووتش"، يقول في ما وقع إن السلطات المغربية تواصل الترويج بحماس لصورة المملكة باعتبارها "نموذجا" و"مدافعة عن حقوق الإنسان". بالنظر لخط موقعها التحريري، قد يبدو هذا الموقف "عاديا". لكن التدقيق في التفاصيل يكشف غير ذلك. 
 
"نموذجا" في هذه الفقرة كما وردت في المقال مرتبطة (hyperlink) بمقال بالفرنسية بعنوان "حقوق الإنسان: اعتراف دولي بالنموذج المغربي". المقال يثني على رصيد سمعة المغرب ومصداقيته في المنظومة الدولية وبالأساس على اختيار عدد من المسؤلين الخبراء المستقلين المغاربة لعضوية الهيئات الأممية والدولية. لذلك قلنا إن من يحرك هذه الأجندة منزعج للغاية من كل ما يمكن أن يعزز سمعة المغرب بالخارج.
 
مقال آخر يبدو أنه أثار ثائرة الواقفين خلف الستار، يتعلق هذه المرة بالقضية الوطنية. فنفس الفقرة أعلاه تربط "مدافعة عن حقوق الإنسان" بحوار لمسؤول مغربي مع موقع إخباري أمريكي جاء بعنوان "مخيمات تندوف، منطقة بدون قانون"! لعمري هذا لوحده يقول كل شيء! فإذا ظهر المعنى لا فائدة من التكرار.
 
لا صحافة بالمغرب بعد نيشان وتلكيل بن شمسي
نعود ل "موضوعية" تقرير هيومن رايتس ووتش الذي كان بن شمسي واحدا ممن قاموا بأبحاثه وصياغته ومراجعته وتحريره. 
بن شمسي مدير تواصل أحد أقسام المنظمة، لكنه يوجد في وضع لا يسمح له بأن يكون من محرري تقرير موضوعي… وهو ما يستشف أيضا من مضامين التقرير.
 
في 2010، "أعلن بن شمسي مدير مجلة "نيشان" إفلاسها بسبب نقص في الإعلانات، متهما أوساط مقربة من السلطة المغربية بالوقوف بصفة غير مباشرة وراء هذا الإفلاس من خلال الضغط على بعض المعلنين من أجل مقاطعة المجلة." 
هذا مقتطف من مقال صادر في 2010 بناء على ما أعلنه بن شمسي. نفس هذا المحتوى والمعنى يعود مرارا وتكرارا في سردية "هيومن رايتس ووتش". بل إن التقرير لم يجد أي حرج في بناء بعض من تقييماته ودعم سرده على اقتباسات من مدونة شخصية لأحمد غير محسنة لبن شمسي نفسه، يعود تاريخ آخر محتوى بها إلى 2013!.

كما لا يتوانى التقرير عن الإحالة على تقييمات صادرة عن نيشان وتلكيل، قبل إفلاس الأولى ومغادرة بنشمسي للثانية، أي دائما وأبدًا في "عهد بن شمسي"!.
الزمن الصحفي بالمغرب سيتوقف مع فترة بن شمسي و"عهد الصحافة المظلم" سينطلق مباشرة بعد مغادرته للمغرب. فلا صحافة بالمغرب بعد 2010، ولا صحافة بالمغرب بعد بن شمسي. هكذا تقول مضامين تقرير هيومن رايتس ووتش!
فهل يمكن لتقرير بهذا الشكل أن يكون موضوعيا!.
 
يتبع