يوسف غريب: خطاب العرش ..تجديد الدعوة لفتح الحدود مع الجزائر انتصار للجغرافيا

يوسف غريب: خطاب العرش ..تجديد الدعوة لفتح الحدود مع الجزائر انتصار للجغرافيا يوسف غريب
( ولاتسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }
هي الآية الكريمة وبكل معانيها السامية وحمولتها الأخلاقية العالية من يجعل من النداء التاريخي الذي وجهّه عاهل البلاد بمناسبة عيد العرش إلى القيادة الجزائرية بفتح الحدود أمام الشعبين لتبادل الخيرات والخبرات.. بهذه القوة الإيمانية العميقة خاصّة وأنّ جلالته قد أشار إلى مسؤوليته أمام الله والتاريخ والمواطنين من الشعبين التوأمين ومستقبلهم..هو نداء تاريخي إستثنانيّ قد يختلف عن بقية النداءات السابقة منذ2008 كما قيل.. إذ يستمد ّ إستثنائيته من كونه يحمل رسائل إطمئنان ومودّة إلى الشعب الجزائري وقيادته بربط إستقرار الجزائر وأمنه كجزء من إستقرار المغرب وأمنه..
هي مقدّمة لمقال  سابق بتاريخ 31 يوليوز 2021 مباشرة بعد خطاب عيد العرش  .. لتتكرر الدعوة من جديد بعد سنة بالتمام.. و بنفس المناسبة ذات الصلة بخطاب العرش وبرمزيته ودلالة وقوة خطابه كوثيقة تاريخية توثق مواقف الدولة وقراراتها إتجاه المستقبل القريب وما بعد البعيد.. 
هي سنة... المدّة الفاصلة والقصيرة  بين النداءين وبنفَس الأمل والتمنّي أن يلقى هذه المرّة إستجابة من طرف حكّام الجزائر.. وأن لا يكون مصيره كسابقه في السنة الماضية.. 
علماً أن تجديد الدعوة إلى فتح الحدود مع الجزائر والدعوة إلى حوار مباشر حول مختلف القضايا الشائكة بين بلدينا لا تعني - كما قد يفهم منها - دعوة الضعيف أو المحتاج والخائف ..أو موقف إنتهازي لتحقيق مصلحة آنية.. بل إن تجديد الدعوة بعد سنة فقط بقدر ما تحمل عنصر القوة وكاريزما الدولة بقدر ما تعبّر عن موقف مبدئي لقيادة البلاد وعموم الشعب المغربي.. هي قناعةحضارية وأخلاقية وحتّى شرعية دينية.. وبرؤية تضع مستقبل المنطقة المغاربية وموقعها داخل مجتمع التكلات الجهوية والدولية.. 
إنّ تجديد الدعوة هو إنتصار للجغرافيا العنصر الثابت في هذه المعادلة بين  المغرب والجزائر.. والواثقون في دولتهم وفي صواب قراراتهم والعاملين على مد الجسور وفتح المعابر هم فقط القادرون على مد يد الجوار لصناعة تاريخ هذه الجغرافيا.. ولا يعقل ان يكون المغرب بقيادته قد أعاد فتح معبر الملك حسين وبشكل يومي ومستمر للشعب الفلسطيني دون أن يطالب بفتح الحدود بين الشعبين التوأمين كما جاء في خطاب العرش قبل سنة 
هو نداء للتاريخ.. وللحاضر ولن نسقط في سبّ وشتم المستقبل..الذي يتجاوز الأشخاص والوضعيات العابرة.. 
هو الفرق الآن بيننا وبينهم ويكفي العودة إلى هذه السنة الفاصلة بين الدعوتين لنجد أن النظام الجزائري وعلى مستوى مؤسساته الرسمية وفي أعلى هرم الدولة لا يعرفون إلاّ أسلوب الإساءة وبوقاحة مرضية غير طبيعية 
هل هناك رئيس دولة في العالم ومنذ نزول آدم من السماء يسمى دولة قائمة الذات ب ( الهوك).. يقزّم نشيده الوطني.. يدعو أئمة المساجد بالدعوة على الشعب المغربي.. يتهجّم على رموز سيادة بلد الجار  بلغة ساقطة وأكاذيب وترهات ما أنزل الله بها من سلطان.. 
هل هناك دولة تحذف جغرافية بلد بخريطة للأرصاد الجوية وتثبث فقط مدينة" العيون المحتلّة"!!؟.. 
هذه مؤسسات رسمية دون الحديث عن منابر إعلامية متخصصة وأكاد أجزم ومن باب الإهتمام بهذا الصراع المفتعل أن أؤكد بأن معدل سب المغرب والتهجم عليه يصل إلى معدل أربعة مقالات في اليوم ليكون مجمل الإساءة بين الخطابين / النداءين تقريبا 1460 مقال.. 
وبنوع من التحدي لن تجد مسؤولا او مؤسسة رسمية أشارت ولو بالتلميح إلى النظام الجزائري و رموزه.. 
صحيح أن هناك مقالات وفيديوهات لمغاربة في هذا الإطار لكن من موقع الدفاع عن أرضنا كأصحاب حق  ودحض كل أكاذيب النظام الجزائري وجنيرالاته لكن بلغة راقية فيها كل الإحترام للسيادة والسادة.. وحتى بعض الأوصاف والنعوت لم تخرج عن اللغة المستعملة داخل الجزائر.
وحيث أننا أقوياء دولة وأفراداً بقوة الحق التاريخي والواقع التنموي بأقاليمنا الجنوبية.. والإلتفاف الدولي حول مشروعنا النهضوي.. فنحن بعيدون عن الإساءة لغيرنا.. والدليل القاطع لا أحد من أكثر من 50 الف من الجماهير التى حضرت نهاية كأس الأمم الإفريقية سيدات.. صفّر ضد النشيد الوطني لجنوب إفريقيا رغم مواقفها العدائية ضد الوحدة الترابية وهي ملاحظة لأحد الصحفيين الأجانب 
لأننا أقوياء وكبار وحضاريين  ونفرق بين الشعوب وقاداتها.. ونعرف أن الإساءة أسلوب الضعفاء والفقراء حكمة ونضجاً 
ونعرف أن التاريخ لا يتذكر هذه الأفعال والتصرفات الصبيانية بقدر ما يتذكر وبجلاء مواقف القادة الكبار الذين يصنعون من  لحظة اليوم  معبراً وجسراً  نحو المستقبل..
هو الفرق بين من  يقرأ التاريخ منذ 1963.. ومن يصنع تاريخ الأجيال القادمة لذلك جدّدت الدعوة من أجل إيقاظهم من هذا السبات العميق