الغول: الاندفاع الجماعي لاقتحام سياجات مليلية المحتلة أوقع كل هؤلاء الضحايا

الغول: الاندفاع الجماعي لاقتحام سياجات مليلية المحتلة أوقع كل هؤلاء الضحايا محمد الغول ومشهد لاقتحام سياجات مليلية المحتلة من طرف مهاجرين أفارقة غير شرعيين
تعددت القراءات والتحليلات وحتى ردود الفعل حول المأساة الانسانية للهجرة التي سجلت على سياجات، مليلية، المدينة المحتلة، وخلفت قتلى وجرحى في صفوف المهاجرين غير الشرعيين، وإصابات في صفوف القوات العمومية.
وسجل الزميل محمد الغول، الإعلامي المتابع للشأن الإسباني، أن هذه المأساة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة ضمن قضايا الهجرة، والتي لايستطيع أحد في العالم وقفها فقط بالمجهود الأمني.
وأضاف محمد الغول في لقاء مع جريدة "أنفاس بريس"، أن آخر كارثة في هذا الإطار وقعت أيامًا بعد واقعة مليلية، والمتعلقة بالعثور على عشرات الجثث لمهاجرين في مدينة أمريكية قريبة من الحدود المكسيكية داخل شاحنة.

وبالعودة لواقعة مليلية، أدان الزميل الغول مصرع كل هذه الأرواح وهم يتساقطون محاولين اقتحام  سياجات المدينة المحتلة، أرواح كان مسعاها وهدفها تغيير وضعها إلى الأحسن، لكن هذا لا يمنع توضيح مجموعة من النقاط هنا.. فهؤلاء المهاجربن لم يموتوا بسبب عنف الشرطة المغربية، بل اختناقا تحت أجساد بعضهم البعض وضغطا عند السياج بسبب الاندفاع القوي والعنيف لهم، "هل كان المهاجرون عنيفين، شخصيا لا أعتقد، طبعا اليائس هو مستعد لكل شيء، لكن ما تظهره الفيديوهات المسجلة، تبقى هي طريقتهم المعتادة في الاندفاع القوي على شكل سيل للوصول إلى السياج وتلك الوسائل التي تظهر في أيديهم والبعض يتهمهم بأنها آدوات حادة وغيرها للإعتقاد، بالعكس هي وسائلهم في تسلق السياجات ومنها تلك الخطاطيف الحديدية، المشكلة فيما وقع هو العدد الكبير للمهاجرين المندفعين الذين انحشروا في مكان ضيق عند السياجات، معبر "باريو تشينو"، ثم هناك مشكلة أخرى لم تنتبه لها السلطات المغربية ربما هي لغة الصورة، كانت هناك صدمة للمتابع الحقوقي في الداخل والخارج، وصدمة للمجتمع المغربي من مشهد الأجساد الملقاة على بعضها البعض في خليط بين المتوفي والحي و المصاب، كان خطأ قاتلا التعامل بتلك الطريقة وخاصة أننا نعلم قوة الصورة في زمن مواقع التواصل.
 
ردود الفعل، اختلفت حسب الجهات الحقوقية، في الداخل والخارج وهذا دورها، اتفقت على الإدانة والمطالبة بفتح تحقيق، فتح التحقيق كان كذلك لسان الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، وحسنا فعلت السلطات المغربية بالتواصل مع السلك الدبلوماسي الافريقي المعتمد في الرباط، وتقديم شروحات لهم في إطار العرف الدبلوماسي وكذا في إطار العلاقات الانسانية والعلاقات المتميزة للمغرب مع عمقه الإفريقي، لكن هل هذا ينفي ضرورة التحقيق، لا أعتقد، هناك أسئلة تحتاج إلى أجوبة، العدد الكبير من الوفيات، وكيف وصل هذا العدد من التشاديين والسودانيين إلى المنطقة؟ وحقيقة خلفيتهم العسكرية؟ والتي قد تكون حقيقية اذا أخدنا بعين الاعتبار التغيرات التي يشهدها المثلث الحدودي مابين ليبيا، تشاد، السودان، والذي تنشط به مليشيات عديدة وكثيرة، وما علاقة الجزائر بوصول هؤلاء بسهولة، لأن الطريق الوحيد والأوحد لعبور هؤلاء، ليس إلا الحدود الجزائرية عبر صحرائها، و بيانها التنديدي السريع بالواقعة، يطرح هو الآخر علامات استفهام، هل هي فقط محاولة استغلال سياسية؟ أم وراء الأكمة ما وراءها..؟ هي إشارات وتساؤلات طرحتها بعض التقارير الإعلامية خاصة في إسبانيا.
 
الموقف الإسباني الحكومي كان واضحا في دعمه للمغرب، من خلال تصريحات رئيس الحكومة "بيدرو سانشيز" ووزير الخارجية "ألفاريز"، حتى أنهم تمكنوا من إسكات أصوات وزراء بوديموس المشاركين في الحكومة، طبعا كان هناك الموقف الحقوقي المدين والمطالب بالتحقيق وهذا موقف طبيعي لجهة حقوقية مهما كانت، ومنها هنا في المغرب، الذي لم يخف جسمه الحقوقي مطالبه بالتحقيق وشجبه لما وقع، هذا لا ينفي بعض الأصوات المستفزة في الطرف الإسباني، منها صوت نقابة أمنية وضدا على المجهود الأمني المغربي وتعرض عدد كبير من عناصره للإصابة، هذه النقابة الأمنية الإسبانية، اتهمت الأمن المغربي بتعمد ترك المهاجرين، يصلون الى السياج المحيط بالمدينة المحتلة.
 
ويخلص الزميل الغول، إلى القول أن ما حدث يؤكد مرة أخرى تعقد ظاهرة الهجرة واستحالة مواجهتها أمنيًا وعلى أوروبا وإسبانيا دعم المغرب بشكل حقيقي والتخلي عن الشعارات والتصريحات، فالظاهرة مرشحة لمزيد من الحدة في ضوء تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا اقتصاديا وغذائية في القارة السمراء، التي هي في الأصل تعاني حروبا وصراعات وجماعات مسلحة متشددة وفقرا وتهميشا وجفافا.. يعني خليط متفجر دافع للجماعات البشرية للهجرة بشكل يائس وانتحاري، والمغرب هنا يوجد في وجه المدفع بعيدا عن تصريحات مسؤولي بروكسيل الحالمة، الذين عليهم أن يستفيقوا ويدعموا دول القارة اقتصاديا ويدعموا المغرب في إستراتيجيته التنموية في القارة".